responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 23

و خير ما اكتسب من الدّنيا ما أصابه العباد الصالحون منها من التقوى و من يقس الدّنيا بالاخرة يجد بينهما بعيدا (بونا بعيدا- ظ).

و اعلم يا معاوية أنّك قد ادّعيت أمرا لست من أهله لا في القديم و لا في الحديث و لست تقول فيه بأمر بيّن يعرف له أثر و لا عليك منه شاهد و لست متعلّقا باية من كتاب اللَّه و لا عهد من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و اله فكيف أنت صانع إذا تقشّعت عنك غيابة ما أنت فيه من دنيا قد فتنت بزينتها، و ركنت إلى لذّاتها، و خلّى بينك و بين عدوّك فيها، و هو عدوّ كلب مضلّ جاهد مليح ملح مع ما قد ثبت في نفسك من حبّها دعتك فأجبتها، و قادتك فاتّبعتها، و أمرتك فأطعتها؛ فاقعس عن هذا الأمر، و خذ أهبة الحساب فإنّه يوشك أن يقفك واقف على ما يخبيك مجن.

و متى كنتم يا معاوية ساسة الرعية، أو ولاة لأمر هذه الامّة بلا قدم حسن، و لا شرف تليد على قومكم؛ فاستيقظ من سنتك و ارجع إلى خالقك، و شمّر لما سينزل بك؛ و لا تمكّن عدوّك الشيطان من بغية (بغيته- خ ل) فيك مع أنّي أعرف أنّ اللَّه و رسوله صادقان نعوذ باللّه من لزوم سابق الشقاء و إلّا تفعل فانّي اعلمك ما أغفلت من نفسك أنّك مترف قد أخذ منك الشيطان مأخذه فجرى منك مجرى الدّم في العروق، و لست من أئمّة هذه الامّة و لا من رعاتها.

و اعلم أنّ هذا الأمر لو كان إلى النّاس أو بأيديهم لحسدوناه، و لا متنّوا علينا به، و لكنّه قضاء ممّن منحناه و اختصّنا به على لسان نبيّه الصادق المصدّق لا أفلح من شكّ بعد العرفان و البيّنة ربّ احكم بيننا و بين عدوّنا بالحقّ و أنت خير الحاكمين.

فكتب معاوية إليه الجواب من معاوية بن أبي سفيان .... و لا تفسد سابقة جهادك بشره .... و لا تمحص سابقتك بقتال من لا حقّ لك .... فاقرأ السورة الّتي يذكر فيها الفلق و تعوّذ من نفسك فانّك الحاسد إذا حسد.

اللغة

«تكشّفت عنك» أى ارتفعت و زالت عنك و «انقشعت» و «تقشّعت» بمعنى انكشفت و تكشّفت يقال: انقشع السحاب و تقشّع أي زال و انكشف.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست