responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 219

فأبى فيروز إلّا تعلّقا بحجّته في الحجر الّذي جعله حدّا بينه و بينه و قال: لست ممّن يردعه عن الأمر يهمّ به وعيد، و لا يقتاده التهدّد و الترهيب، و لو كنت أرى ما أطلبك غدرا منّي ما كان أحد أنظر و لا أشدّ اتّقاء منّي على نفسي فلا يغرّنّك منّا الحال الّتي صادفتنا عليها في المرّة الاولى من القلّة و الجهد و الضّعف.

قال اخشنوار: لا يغرّنّك ما تخدع به نفسك من حملك الحجر أمامك فإنّ النّاس لو كانوا يعطون العهود على ما تصف من إسرار أمر و إعلان آخر إذا ما كان ينبغي لأحد أن يغترّ بأمان، و لا يثق بعهد، و إذا لما قبل النّاس شيئا ممّا يعطونه من ذلك؛ و لكنّه وضع على العلانية و على نيّة من تعقد العهود و الشروط له.

فانصرفا يومهما ذلك فقال فيروز لأصحابه: لقد كان اخشنوار حسن المحاورة، و ما رأيت للفرس الّذي كان تحته نظيرا في الدّوابّ فإنّه لم يزل قوائمه و لم يرفع حوافره عن موضعها و لا صهل و لا أحدث شيئا يقطع به المحاورة في طول ما تواقفنا.

و قال اخشنوار لأصحابه: لقد واقفت فيروز كما علمتم و عليه السّلاح كلّه فلم يحرّك رأسه، و لم ينزع رجله من ركابه، و لا حنا ظهره، و لا التفت يمينا و لا شمالا و لقد تورّكت أنا مرارا، و تمطّيت على فرسي و تلفّتّ إلى من خلفي، و مددت بصري في أمامي و هو منتصب ساكن على حاله، و لولا محاورته إيّاي لظننت أنّه لا يبصرني.

و إنّما أرادا بما وصفا من ذلك أن ينتشر هذان الحديثان في أهل عسكريهما فيشغلوا بالإفاضة فيهما عن النظر فيما تذاكراه.

فلمّا كان في اليوم الثّاني أخرج اخشنوار الصحيفة الّتي كتبها لهم فيروز فرفعها على رمح لينظر إليها أهل عسكر فيروز فيعرفوا غدره و بغيه و يخرجوا من متابعته، فانتقض عسكر فيروز و اختلفوا و ما لبثوا إلّا يسيرا حتّى انهزموا و قتل منهم خلق كثير و هلك فيروز، فقال اخشنوار: لقد صدق الّذي قال: لا رادّ لما قدّر، و لا أشدّ إحالة لمنافع الرأي من الهوى و اللّجاج، و لا أضيع من نصيحة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست