responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 218

مع أنّي قد ظننت أنّه يزيدك نجاحا ما تثق به من كثرة جنودك و ما ترى من حسن عدّتهم و طاعتهم لك و ما أجدني أشكّ أنّهم أو أكثرهم كارهون لما كان من شخوصك بهم عارفون بأنّك قد حملتهم على غير الحقّ، و دعوتهم إلى ما يسخط اللّه فهم في حربنا غير مستبصرين، و نيّاتهم في مناصحتك اليوم مدخولة، فانظر ما قدر غناء من يقاتل على مثل هذه الحال؛ و ما عسى أن تبلغ نكايته في عدوّه إذا كان عارفا بأنّه إن ظفر فمع عار، و إن قتل فإلى النّار؟

فأنا اذكّرك اللّه الّذي جعلته على نفسك كفيلا، و نعمتي عليك و على من معك‌[1] بعد يأسكم من الحياة و إشفائكم على الممات، و أدعوك إلى ما فيه حظك و رشدك من الوفاء بالعهد و الاقتداء بابائك الّذين مضوا على ذلك في كلّ ما أحبّوه أو كرهوه فأحمدوا عواقبه و حسن عليهم أثره.

و مع ذلك إنّك لست على ثقة من الظّفر بنا، و البلوغ لنهمتك فينا و إنّما تلتمس منّا أمرا نلتمس منك مثله، و تناوى‌ء عدوّا لعلّه يمنح النصر عليك فقد بالغت في الاحتجاج عليك، و تقدّمت الإعدار إليك، و نحن نستظهر باللّه الّذي اعتززنا به و وثقنا بما جعلته لنا من عهده إذا استظهرت بكثرة جنودك و ازدهتك عدّة أصحابك، فدونك هذه النّصيحة فواللّه ما كان أحد من نصحانك ببالغ لك أكثر منها، و لا زائد لك عليها، و لا يحرّمنك منفعتها مخرجها منّي فإنّه لا يزرى بالمنافع عند ذوي الرأي أن كانت من قبل الأعداء كما لا يحبّب المضارّ إليهم أن تكون على أيدي الأولياء.

و اعلم أنّه ليس يدعوني إلى ما تسمع من مقالتي ضعف أحسّه من نفسي، و لا قلّة من جنودي؛ و لكنّي أحببت أن أزداد بذلك حجّة و استظهارا، و أزداد به من اللّه النّصر و المعونة استيجابا، و لا أوثر على العافية و السلامة شيئا ما وجدت إليهما سبيلا.


[1] عطف على اللّه أى. اذكرك نعمتى عليك و على من معك. منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست