responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 217

فمكث فيروز برهة من دهره كئيبا، ثمّ حمله الأنف على أن يعود لغزوه و دعا أصحابه إلى ذلك فردّوه عنه و قالوا: إنّك قد عاهدته و نحن نتخوّف عليك عاقبة البغي و الغدر مع ما في ذلك من العار و سوء المقالة.

فقال لهم: إنّي شرطت له ألّا أجوز الحجر الّذي جعلته بيني و بينه فأنا آمر بالحجر ليحمل على عجلة أمامنا.

فقالوا له: أيّها الملك إنّ العهود و المواثيق الّتي يتعاطاها النّاس بينهم لا تحمل على ما يسرّ المعطي لها و لكن على ما يعلن المعطي، و إنّك إنّما جعلت له عهد اللّه و ميثاقه على الأمر الّذي عرفه لا على أمر لم يخطر بباله.

فأبى فيروز و مضى في غزاته حتّى انتهى إلى الهياطلة و تصافّ الفريقان للقتال فأرسل اخشنوار إلى فيروز يسأله أن يبرز فيما بين صفّيهم ليكلّمه، فخرج إليه.

فقال له اخشنوار: قد ظننت أنّه لم يدعك إلى غزونا إلّا الأنف ممّا أصابك و لعمري لئن كنّا احتلنا لك بما رأيت لقد كنت التمست منّا أعظم منه، و ما ابتدأناك ببغي و لا ظلم و لا أردنا إلّا دفعك عن أنفسنا و عن حريمنا، و لقد كنت جديرا أن تكون مكافأتنا بمنّنا عليك و على من معك من نقض العهد و الميثاق الّذي وكّدت على نفسك أعظم أنفا و أشدّ امتعاظا ممّا نالك منّا فإنّا أطلقناكم و أنتم أسرى، و مننّا عليكم و أنتم مشرفون على الهلكة، و حقنّا دماءكم و بنا قدرة على سفكها، و إنّا لم نجبرك على ما شرطت لنا بل كنت أنت الرّاغب إلينا فيه، و المريد لنا عليه؛ ففكّر في ذلك، و ميّل بين هذين الأمرين فانظر أيّهما أشدّ عارا و أقبح سماعا: إن طلب رجل أمرا ينح له، و سلك سبيلا فلم يظفر فيها ببغيته، و استمكن منه عدوّه على حال جهد وضيعة منه و ممّن معه فمنّ عليهم و أطلقهم على شرط شرطوه و أمر اصطلحوا عليه فاضطرّ لمكروه القضاء، و استحيا من النّكث و الغدر؛ أم يقال‌[1] امرؤ نكث العهد و ختر الميثاق؟


[1] كان في الاصل: أن يقال، و الصواب: أم يقال كما صححناه في المتن لانه عدل ان طلب. منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 18  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست