غزوهم بعد فقتلوهم فكأنّ قتلهم لهم قيام (إقامة- ظ) للميل، و هذا
كقول ابن الزّبعرى:
و أقمنا ميل بدر فاعتدل
يقولها في
يوم احد، يقول: اعتدل ميل بدر إذ قتلنا مثلهم يوم احد. انتهى.
أقول: ما
أفاد القالي يرجع بالدّقيق من النظر إلى المعنى الّذي تبادر إليه ذهننا أوّلا، ثمّ
إنّ البيت قد نقل هكذا:
قد قتلنا القرم من
ساداتهم
و قتلناه ببدر فاعتدل
و لكنّ
المصراع الثّاني محرّف، و الصواب ما اخترناه و هو الّذي أتى به ابن هشام في السيرة
النبويّة و القالي في الأمالي.
قوله 7: «و جاشت مراجل أضغانهم» شبّه صدورهم بالقدور و بيّن أنّها
أكنان الأضغان أي إنّ مظروفها الأحقان الكامنة الواغرة فيها في حياة رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و اله و قبل وجدان الأعوان و قد غلت الان بما تيسّر لهم ممّا هي
كالنّار الموقدة المغلية لها.
قوله: 7: «اللّهم إنّا نشكوا إليك غيبة نبيّنا و كثرة عدوّنا و تشتّت
أهوائنا» لمّا كان القوم لم يقدروا في زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله
على إظهار الضغائن و إبراز السرائر و تشتّت الأهواء و بموته اصطلحوا على الشقاق و
النفاق و المعاداة على كلمة اللّه العليا و حجّته على عباده و افتراق الكلمة شكى
7 بلسانه و لسان تابعيه إليه تعالى غيبة نبيّه.
قوله 7: «ربّنا افتح- إلخ» ثمّ انقطع إلى اللّه تعالى و التجأ
إليه و استغاث منه فسأله عن نفسه و عن أتباعه أن يحكم بينه و تابعيه و بين أعدائهم
بالحقّ و إن كان عالما بأنّ اللّه سيفعله إلّا أنّه استفتح استنصارا من اللّه و
رغبة منه إليه تعالى و إخبارا عن نفسه بأنّه على الطريقة المثلى و عن أعدائه
بأنّهم على العمياء و أنّهم فريق حقّ عليهم الضلالة.