و قيل: إنّه قالها بعد وقعة الحرّة بدليل قوله: جزع الخزرج فانّ
المراد من الخزرج الأنصار كانوا في المدينة لأنّ الأنصار كانوا من قبيلتيّ الأوس و
الخزرج و قد قتل الأنصار في وقعة الحرة، و أن الأبيات ليزيد نفسه قالها على وزن
أبيات ابن الزّبعري، و لكنّه و هم و قد قال المبرّد في الكامل (ص 257 ج 2 طبع
مصر):
قال ابن
الزبعري في يوم احد: ليت أشياخي- إلخ. و كذا قال ابن هشام في السيرة النبويّة (ص
136 ج 2 طبع مصر 1375 ه) إنّ ابن الزبعري قال في يوم احد:
ليت أشياخي-
إلخ، و قد أتى بستّة عشر بيتا قالها ابن الزبعري في ذلك اليوم ثمّ بعده نقل خمسة
عشر بيتا قالها حسّان بن ثابت الأنصاريّ ردّا على ابن الزبعري و قد استشهد باحد من
الانصار اثنا عشر رجلا كما قال ابن هشام في السيرة (ص 122 ج 2) و لذا قال ابن
الزبعريّ: جزع الخزرج.
بيان: قوله:
و عدلنا ميل بدر فاعتدل، يعني أنّ أشياخهم الكافرين لمّا قتلوا في بدر بأيدي
المسلمين صار قتلهم سببا لاعوجاج أمرهم و شأنهم و ما زال كان معوّجا حتّى أنّ من
بقى منهم قتلوا جماعة من المسلمين في احد فاستقام أمرهم أي اعتدل الميل و
الاعوجاج.
و قال أبو
عليّ القالي في الأمالي (ص 142 ج 1 طبع مصر 1344 ه):
قال يعقوب بن
السّكّيت: العرب تقول: لاقيمنّ ميلك و جنفك و دراك و صغاك و صدغك و فذلك و ضلعك
كلّه بمعنى واحد، يقال: ضلع فلان مع فلان أي ميله، و قال غيره: فأمّا الضّلع فخلقة
تكون في الإنسان، و قرأت على أبي بكر بن دريد لأبي كبير الهذليّ:
نضع السّيوف على طوائف
منهم
فنقيم منهم ميل ما لم
يعدل
الطّوائف:
النّواحي: الأيدي و الأرجل و الرّؤوس، و قوله: ميل ما لم يعدل، قال: ميله فضله و
زيادته، و إنّما يريد أنّ هؤلاء القوم كانوا غزوهم فقتلوهم فكأنّ ذلك القتل ميل
على هؤلاء القوم، ثمّ إنّ هؤلاء القوم المقتولين