و العبوديّة و ترفع الأبصار إليها كذلك لا ترى غيرها و لا ترجو الرحمة و الفيض إلّا من عنده.
و إلى الثالث
بقوله: و نقلت الأقدام و انضيت الأبدان لأنّ متاعب السفر
مستلزم للكلال و الهزال، و لا يخفى لطائف كلامه 7 حيث جمع بين الافضاء
و الانضاء، و كذا بين عدّة جوارح البدن.
قوله 7: «اللّهمّ قد صرّح مكنون الشنان» بيّن 7
في كلامه هذا أنّ مقاتليه كانوا يعاندونه و يبغضونه إلّا أنّهم كانوا لا يظهرون
العداوة و البغضاء لعدم استطاعتهم بالإظهار إمّا لوجود النبيّ صلّى اللّه عليه و
اله و إمّا لفقدانهم اعوانا و لما ارتحل النبيّ صلّى اللّه عليه و اله أو وجدوا
أعوانا أظهر و هما و سيأتي قوله 7 في المختار السادس عشر في معانديه: فو الّذي
فلق الحبّة و بريء النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسرّوا الكفر فلمّا وجدوا
أعوانا عليه أظهروه.
و قد تظافرت
الاثار على أنّ شبل أسد اللّه أبا عبد اللّه الحسين 7 لمّا احتجّ في
الطفّ على شذاذ الأحزاب و نبذة الكتاب بما احتج إلى أن انهى كلامه لهم بقوله: فبم
تستحلّون دمي؟ أجابوه بقولهم: بغضا لأبيك.
و إنّما
استكنّوا في صدورهم عداوة أمير المؤمنين 7 لما رأوا منه في بدر و احد و
غيرهما من المواطن و قد مضى في الكتاب العاشر قوله 7 لمعاوية: فأنا أبو
حسن قاتل جدّك و خالك و أخيك شدخا يوم بدر- إلخ، و ناهيك في ذلك عمل يزيد برأس
ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله إبرازا للعداة المستجنّة في صدره حيث
دعا بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين و جعل يتمثّل بأبيات عبد اللّه بن الزبعري
و أضاف بعض أشعاره إليها فقال: