ثمّ الظاهر من مراد المسعودي بقوله: و
هؤلاء أوّل من قتلوا ظلما فى الاسلام أنّهم أوّل من قتلهم المسلمون ظلما، و إلّا
فقد قدّ منافي تكملة المنهاج (ص 275 ج 1، 15 من المنهاج) أنّ ياسرا أبا عمار رحمه
اللَّه و سميّة امّه هما أوّل قتيلين في الاسلام قتلهما الكفّار.
ثمّ لمّا أخذ
القوم عثمان بن حنيف قال طلحة و الزبير لعائشة: ما تأمرين في عثمان؟ فقالت: اقتلوه
قتله اللَّه، و كانت عندها امرأة من أهل البصرة فقالت لها:
يا امّاه أين
يذهب بك؟ أ تأمرين بقتل عثمان بن حنيف و أخوه سهل خليفة على المدينة و له مكانة من
الأوس و الخزرج ما قد علمت، و اللَّه لئن فعلت ذلك ليكونن له صولة بالمدينة يقتل
فيها ذراري قريش، فاب إلى عائشة رأيها و قالت: لا تقتلوه و لكن احبسوه و ضيّقوا
عليه حتّى أرى رأيي.
فحبس أيّاما
ثمّ بدا لهم في حبسه و خافوا من أخيه أن يحبس مشايخهم بالمدينة و يوقع بهم، فتركوا
حبسه فخرج حتّى جاء إلى أمير المؤمنين 7 و هو بذي قار فلمّا نظر إليه
أمير المؤمنين 7 و قد نكل به القوم بكى. و قال: يا عثمان بعثتك شيخا
ملتحيا فرددت أمرد إلىّ، اللّهمّ إنّك تعلم أنّهم اجترءوا عليك و استحلّوا حرماتك،
اللّهمّ اقتلهم بمن قتلوا من شيعتي و عجّل لهم النقمة بما صنعوا بخليفتي.
أقول: هذا ما
نقلنا على ما ذكره المفيد في الجمل عن الواقدي و أبي مخنف و المدائني و غيرهما، و
أمّا على ما قاله أبو جعفر الطبري في التاريخ كما قدّمناه آنفا باسناده عن محمّد
ابن الحنفيّة أنّ عثمان بن حنيف قدم على عليّ 7 بالرّبذة و قد نتفوا شعر
رأسه و لحيته و حاجبيه، فقال: يا أمير المؤمنين بعثتني ذا الحية و جئتك أمرد، قال
7: أصبت أجرا و خيرا- إلخ.
ثمّ إنّ قوله
7: اللّهمّ إنّك تعلم أنّهم اجترءوا اه. ليس بمذكور في النهج و لمّا بلغ
أمير المؤمنين 7 قبيح ما ارتكب القوم من قتل من قتلوا من المسلمين صبرا
و ما صنعوا بصاحب رسول اللَّه 6 عثمان بن حنيف و تعبئتهم