طلحة أن يتقدّم للصلاة بهم، فدفعه الزبير
و أراد أن يصلّي بهم، فمنعه طلحة، فما زالا يتدافعان حتّى كادت الشمس أن تطلع،
فنادى أهل البصرة: اللَّه اللَّه يا أصحاب رسول اللَّه 6 في
الصلاة نخاف فوتها، ثمّ اتفقوا على أن يصلّي بالناس عبد اللَّه ابن الزبير يوما و
محمّد بن طلحة يوما.
ثمّ بلغ حكيم
بن جبلة العبدي رحمه اللَّه ما صنع القوم بعثمان بن حنيف و شيعة أمير المؤمنين
7، فنادى في قومه يا قوم انفروا إلى هؤلاء الضّالّين الظّالمين الّذين
سفكوا الدّم الحرام، و فعلوا بالعبد الصالح و استحلّوا ما حرّم اللَّه عزّ و جلّ،
فأجابه سبعمائة رجل من عبد قيس، و أقبل عليهم طلحة و الزبير و من معهما و اقتتلوا
قتالا شديدا حتّى كثرت بينهم الجرحى و القتلى.
ثمّ إنّ
القوم غلبوا على بيت المال فما نعهم الخزّان و الموكّلون به، فقتل القوم سبعين
رجلا منهم، و ضربوا رقاب خمسين من السبعين صبرا من بعد الأسر و ممّن قتلوه حكيم بن
جبلة العبدي رحمه اللَّه و كان من سادات عبد القيس و زهّاد ربيعة و نسّاكها و من
شيعة أمير المؤمنين 7.
و قال
المسعودي في مروج الذهب: و هؤلاء أوّل من قتلوا ظلما في الاسلام.
تعجب أبى
الاسود الدؤلى من طلحة و الزبير لما دخلا بيت مال البصرة و من أمير المؤمنين 7 لما دخله
لمّا دخل
طلحة و الزبير بيت المال تأمّلا إلى ما فيه من الذّهب و الفضّة قالا: هذه الغنائم
الّتي و عدنا اللَّه بها و أخبرنا أنّه يعجّلها لنا، قال أبو الأسود الدؤلي: و قد
سمعت هذا منهما و رأيت عليّا 7 بعد ذلك و قد دخل بيت مال البصرة فلمّا
رأى ما فيه قال: صفراء بيضاء غرّي غيري المال يعسوب الظلمة، و أنا يعسوب المؤمنين،
فلا و اللَّه ما التفت إلى ما فيه و لا أفكر فيما رآه منه، و ما وجدته عنده إلّا
كالتراب هوانا فتعجّبت من القوم و منه 7.
أقول: سيأتي
كلامه 7 في باب المختار من حكمه: أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب
الفجار (الحكمة 316).