مخضوب من أصحاب عثمان بن حنيف و شيعة
أمير المؤمنين 7 سوى من اصيب من سائر الناس، و بلغ الحرب بينهم التزاحف
إلى مقبرة بنى مازن ثمّ خرجوا على مسناة البصرة حتى انتهوا إلى الرابوقة و هى سلعة
دار الرزق، فاقتتلوا قتالا شديدا كثر فيه القتلى و الجرحى من الفريقين.
ثمّ إنّهم
تداعوا إلى الصلح و دخل بينهم الناس لما رأوا من عظيم ما ابتلوا به فتصالحوا على
أنّ لعثمان بن حنيف دار الامارة و المسجد و بيت المال، و طلحة و الزبير و عائشة ما
شاءوا من البصرة و لا يحاجّوا حتّى يقدم أمير المؤمنين 7 فان أحبّوا
فعند ذلك الدخول في طاعته، و إن أحبّوا أن يقاتلوا، و كتبوا بذلك كتابا بينهم و
أوثقوا فيه العهود و أكّدوها و أشهدوا الناس على ذلك و وضع السلاح و أمن عثمان بن
حنيف على نفسه و تفرّق الناس عنه، و نقل الكتاب في تاريخ الطبري بتمامه ثمّ طلب
طلحة و الزبير أصحابهما في ليلة مظلمة باردة ذات رياح و ندى حتّى أتوا دار الامارة
و عثمان بن حنيف غافل عنهم، و على باب الدّار السبابجة يحرسون بيوت الأموال، و
كانوا قوما من الزّط من أربع جوانبهم و وضعوا فيهم السيف فقتلوا أربعين رجلا منهم
صبرا، يتولّى منهم ذلك الزبير خاصّة.
ثمّ هجموا
على عثمان فأوثقوه رباطا و عمدوا إلى لحيته و كان شيخا كثّ اللّحية فنتفوها حتّى
لم يبق منها شيء و لا شعرة واحدة و قال طلحة: عذّبوا الفاسق و انتفوا شعر حاجبيه
و أشفار عينيه و أوثقوه بالحديد.
و في الإمامة
و السياسة للدينوري: أنّ طلحة و الزبير و مروان بن الحكم أتوه نصف اللّيل في جماعة
معهم في ليلة مظلمة سوداء مطيرة، و عثمان نائم، فقتلوا أربعين رجلا من الحرس، فخرج
عثمان فشدّ عليه مروان فأسره و قتل أصحابه فأخذه مروان فنتف لحيته و رأسه و
حاجبيه، فنظر عثمان بن حنيف إلى مروان فقال: إن فتنى بها في الدّنيا لم تفتني بها
في الاخرة.
تنازع طلحة
و الزبير لامامتهما الناس فى الصلاة
فلمّا أصبحوا
اجتمع الناس اليهم و أذّن مؤذّن المسجد لصلاة الغداة، فرام