responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 17  صفحه : 323

تعالى رؤية العين. و نسب هذا الرأي إلى النواوي من العامة.

و يرد عليه جميع ما يرد على إدراكه تعالى بالعين، لأنّ الإدراك البصري محال فيه تعالى سواء كانت قوّة الإبصار في هذه البنية المخصوصة أعني العين أو في غيرها، و جعل العين في القلب لا يخرج الرؤية عن الإدراك البصري و لا يدخلها في الرؤية القلبيّة، بل هي رؤية بصريّة بلا كلام.

مثلا رؤيتنا زيدا في المنام و إن لم تكن بعين الرأس لكن ما يعتبر فيها حالة اليقظة معتبر في المنام أيضا، فزيد المرئيّ في المنام محدود ذو جهة مسامت للرائي فرؤيته في المنام بغير هذه المحسّة أعني عين الرأس لا تخرج عن أحكام الرؤية العينيّة و لا تدخل في الرؤية القلبيّة المجرّدة عن أوصاف الجسم.

و لو أراد هذا القائل من كلامه ذلك المعنى اللّطيف الصّحيح الّذي بيّناه آنفا فنعم الوفاق و لكن صرّح غير واحد بأنّه لم يرده، و لفظه يأبى عن حمله عليه.

و دريت أيضا أنّ الّذين ذهبوا إلى عكس ما ذهب إليه النواوي أي إلى جواز أن يحوّل اللَّه تعالى قوّة القلب إلى العين فيعلم اللَّه تعالى بها فيكون ذلك الادراك علما باعتبار أنّه بقوّة القلب، و رؤية باعتبار أنّه قد وقع بالمعنى الحالّ في العين سلكوا طريقة عمياء أيضا، و يرد عليهم الإيراد من وجوه رأينا الاعراض عنها أجدر.

و لمّا كان هذا البحث الحكمي العقلي حاويا لتلك النكات الأنيقة و المطالب الرقيقة، أكثرها كان مستفادا من كلمات الأئمّة الهداة :، رأينا أن نشير إليها على حسب ما يقتضي المقام، و لعمري من ساعده التوفيق و أخذت الفطانة بيده اغتنم ذلك البحث العقلي الجامع لكثير من ضوابط عقليّة تزيده بصيرة و رقيّا في معرفة اللَّه تعالى و فقها في الأخبار المرويّة في الرؤية و غيرها ممّا يغترّ المنتسبون إلى العلم بظاهرها. الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللَّه‌

.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 17  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست