أ لست تراه في وقتك هذا؟ قال أبو بصير:
فقلت له: جعلت فداك فاحدّث بهذا عنك؟
فقال: لا
فانّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما نقوله ثمّ قدّر أنّ ذلك تشبيه كفر،
و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى اللَّه عمّا يصفه المشبّهون و الملحدون.
بيان: قوله:
فاحدّث جملة استفهاميّة أو أنّ أداة الاستفهام محذوفة أي أفاحدّث بهذا عنك؟.
و قوله 7: كفر، فعل ماض جزاء للشرط أعني إذا حدّثت به. و المراد بالكفر، الكفر بأهل
البيت :، لأنّ الجاهل بذلك المعنى الرّقيق الّذي أشار إليه الامام
7 يعتقد أنّهم : قائلون بالتشبيه المحال.
و في الفتح
الرابع من الفاتحة الاولى من شرح الميبدي على الديوان المنسوب إلى الأمير 7 أبيات منسوبة إلى الإمام السجاد 7 أنّه قال:
إنّي لأكتم من علمي جواهره
كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتنا
و قد تقدّم في هذا أبو حسن
إلى الحسين و وصّى قبله الحسنا
و ربّ جوهر علم لو أبوح به
لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا
و لا ستحلّ رجال مسلمون دمي
يرون أقبح ما يأتونه حسنا
أو المراد
بالكفر، الكفر باللّه باعتقاد تشبيهه تعالى بسائر المرئيّات بالأبصار كما مرّ في
الحديث الأوّل عن أبي الحسن الثالث 7 أنّ الرائي متى ساوى المرئيّ في
السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه و كان ذلك التشبيه، و كأنّ الكفر بهذا
المعنى أنسب بسياق العبارة.
و بما حقّقنا
دريت أنّ معنى الرؤية القلبيّة هو الانكشاف التامّ الحضوري الّذي شهد على صحّته
العقل و النقل، و أنّ الرؤية البصريّة على أيّ نحو كانت محالة في حقّه تعالى
بشهادة العقل و النقل أيضا.
فقد أخطأ من
فسّر قوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (النجم- 12) بقوله:
إنّ اللَّه تعالى جعل بصر رسول اللَّه في فؤاده أو خلق لفؤاده بصرا حتّى رآه