و لو تعرضنا لكلماته 7 في
الجهاد و المجاهد لكثر بنا الخطب فالأولى بنا الان أن نثنى القلم على تفسير جمل
كلامه هذا 7.
قوله 7: (و اللّه مستأديكم شكره) أى إن اللّه تعالى طالب منكم أداء
شكره على نعمه و القيام به كما أمر به في مواضع كثيرة من كتابه كقوله تعالى وَ
اشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة- 168) و
قوله تعالى وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ (البقرة- 148) و
قوله تعالى: وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (النحل-
116) و غيرها من الايات.
ثمّ انّ ههنا
كلاما و هو ان كلامه 7 يكون في حثّ أصحابه على الجهاد و أى ارتباط
لقوله 7 «و اللّه مستأديكم شكره» بالجهاد؟ الجواب أنّ أداء
الشكر بازاء نعمته إنما هو باختلاف النعم و موارده فكما أنّ التوبة عن المعاصي
مثلا ليست التكلّم بالاستغفار أو تبت و أمثالهما بل التوبة على الغصب انّما هي ردّ
مال الغير إليه و العزم على تركه في الاستقبال و التوبة على ترك الصّلاة قضاؤها
كذلك و هكذا في كلّ معصية كانت التوبة بحسبها، كذلك شكر النعمة انما يكون بحسبها
فقد يكفى التكلم بألحمد للّه مثلا في أداء الشكر بإزاء نعمة و لما كان دين اللّه و
كتابه الحاوى لسعادة الدارين و الداعي إلى الخير و الهدى من أعظم نعمه فمن كفر
بهذه النعمة العظمى فقد خسر خسرانا مبينا و عدم الكفران بها و أداء الشكر لها أن
يتنعّم بها و يحفظها و يمنعها من كيد الأجانب و سبيله الجهاد فاللّه يطالب أداء
شكره بإزاء هذه النعمة الكبرى أى الجهاد في سبيله لحفظ الدين و رفع كيد المعاندين.
و الحمد للّه
ربّ العالمين.
قوله 7: (و مورّثكم أمره) أمره تعالى هو سلطانه و دولته الحقة في
الأرض يورثه عباده الصالحين و المحافظين على رعاية أمره و نهيه من
اقامة الصّلاة و أداء الزكاة و القيام بالجهاد و غيرها من الفرائض و الانتهاء مما
نهى و حرّم قال:
عزّ من قائل: وَ لا
تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (آل عمران-
134) و قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي