و قد أقرّ أعداؤه بذلك ما ولّى 7 عن أحد قط مع طول ملاقاته الحروب و كثرة من لاقاه من صناديد الأعداء و من
تأمل الأخبار في الغزوات علم أنّ قواعد الاسلام ثبتت بجهاده 7 و أن هذه
القوة ما كانت بقوة جسدانية بل بتأييدات الهيّة كما قال 7: و اللّه ما
قلعت باب خيبر بقوة جسدانية بل بقوة الهيّة و نعم ما اشار إليه العارف الرومي:
اين چراغ شمس كو روشن بود
نز فتيله پنبه و روغن بود
سقف گردون كانچنين دائم بود
نز طناب و استنى قائم بود
قوّت جبريل از مطبخ نبود
بود از ديدار خلّاق ودود
همچنين اين قوّت ابدال حق
هم ز حق دان نز طعام و از طبق
جسمشان را هم ز نور اسرشتهاند
تا ز روح و از ملك بگذشتهاند
على انه 7 في بعضها يعلّم فنون الحرب و في بعضها قانون تعبية العسكر و في بعضها
وظيفة المجاهد قبال الخصم من الأفعال و الأقوال لارشاده و هدايته و في بعضها
وظيفته قباله للحراب و القتال كقوله 7: انه تعالى يحبّ الذين يقاتلون
في سبيله صفّا كانّهم بنيان مرصوص فقدّموا الدارع و أخّروا الحاسر و عضّوا
على الأضراس فانّه أنبا للسيوف على الهام و التووا في أطراف الرماح فإنّه أمور للأسنة
و غضوا الأبصار فانّه أربط للجاش و أسكن للقلوب و أميتوا الأصوات فانّه أطرد
للفشل و أولى بالوقار. و رايتكم فلا تميلوها و لا تخلّوها و لا
تجعلوها إلّا في أيدي شجعانكم فانّ المانعين للذمار و الصّابرين على نزول الحقائق أهل الحفاظ الذين
يحفّون براياتهم و يكشفونها رحم اللّه امرء منكم آسا أخاه بنفسه و لم يكل قرنه إلى
أخيه فيجتمع عليه قرنه و قرن أخيه فيكتسب بذلك لائمة و يأتي به دنائة و لا تعرضوا
لمقت اللّه و لا تفروا من الموت فانّ اللّه سبحانه تعالى يقول: قُلْ لَنْ
يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً
لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا و أيم اللّه لئن فررتم من سيف العاجلة لا
تسلموا من سيف الاخرة فاستعينوا بالصبر و الصّلاة و الصدق في النية فان اللّه
تعالى بعد الصبر ينزل النصر.