ثمّ انّ
كلامه 7 هذا يشير أيضا إلى أن أمر الدولة سيرجع إليكم و يزول أمر بني
اميّة كما أفاد الفاضل الشارح المعتزلي.
تشبيه قوله
7: (و ممهلكم في مضمار ممدود لتتنازعوا سبقه) و في بعض النسخ في
مضمار محدود و كلاهما حقّ فان المضمار الممدود اى العمر محدود لا
محالة فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا
يَسْتَقْدِمُونَ (النحل- 64).
شبّه 7 الاجال المقدّرة التي ضربت للناس أعنى مدّة حياتهم بالمضمار للخيل لغاية
السبق فان الدّنيا متجر أولياء اللّه و مكسب الصلحاء ليس للانسان إلا أن يسارع إلى
مغفرة من ربّه و يسابق غيره في الاتصاف بالأوصاف الالهيّة و التخلق بالأخلاق
الربّانيّة حتّى يتقرب إلى حضرته جلّ و علا، فان تلك الغاية القصوى هي سبق
السالكين و منتهى رغبة الراغبين.
ثمّ لما كان
كلامه 7 في الحثّ على الجهاد فلا بدّ أن يكون
دالّا على فضل المجاهدين خاصّة فيحرصهم بالمنافسة في سبق مضمار القتال و هو الجنّة
و الراضون و الغفران و الحياة الطيبة و العيش الرغد، و قال 7 في بعض
خطبه الماضية في تحضيضه على القتال: معاشر المسلمين إن اللّه قد دلكم على تجارة
تنجيكم من عذاب أليم و تشفى بكم على الخير العظيم: الايمان باللّه و برسوله و
الجهاد في سبيله و جعل ثوابه مغفرة الذنب و مساكن طيبة في جنات عدن. إلى آخر ما
قال.
و كذا قال
7 في (الخطبة 27): أمّا بعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنة
فتحه اللّه لخاصّة أوليائه. إلى آخرها.
و قال عزّ من
قائل: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ