عليه و تحقن دمه و يرجع الأمر على ما
نحبّ قد أعطى خليفتك من نفسه الرّضي فقال عليّ 7: تقبل اللّه منه يا
أبا إسحاق و اللّه ما زلت أذبّ عنه حتّى أنى لأستحى- إلى آخر ما قال.
و قال أيضا:
لمّا حصروا عثمان جاء قوم عليا 7 فكلّموه في عثمان فاقبل علىّ عليه
فجعل يخبره ما وجدوا في كتابهم- إلى أن قال: ثمّ أقبل عثمان على عليّ 7
فقال: إن لي قرابة و رحما و اللّه لو كنت في هذه الحلقة لحللتها منك فاخرج إليهم
فكلّمهم فانّهم يسمعون منك إلى آخر ما قال و سيأتي تفصيله.
أقول: لو لا
تصريح الرضي بقوله: يسأله فيها الخروج إلى ما له بينبع، لأمكن أن
يفسّر قوله 7 أن اخرج و أن أقدم بما قدمنا من الطبرى
و المسعودى اى اخرج إلى النّاس فردّهم عنى، و كذا أن اقدم أى أقدم إلىّ كما
دريت انّه مرة استغاثه بالنصرة و مرّة استسقاه فقال: أ لا أحد يسقينا. و مرّة دخل
عليه بيته 7 و سأله أن يردّ النّاس عنه.
ثمّ إنّ قوله
7: حتّى خشيت أن أكون آثما. يحتمل وجوها الأوّل ما يتبادر إليه
الذهن و يلوح له بدوا أنّ أمير المؤمنين عليّا 7 نها عثمان غير مرّة عن
الاحداث الّتي كان يرتكبها و بالغ في النهى فلم ينته منها- كما سنتلو طائفة منها
عنقريب في أوّل باب المختار من كتبه و رسائله 7 انشاء اللّه تعالى- و
كذا قد دفع عنه غير مرة كما دريت و مع ذلك كلّه لم يتنبّه و لم ينته فكان عثمان
آثما في أفعاله المخالفة للدين و مصرا عليها و لا كلام أن معاونة الإثم إثم ايضا
فلو تظاهر عليه بالإثم كان 7 اثما قال تعالى: تَعاوَنُوا عَلَى
الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ (المائدة-
4) و ذمّ تعالى قوما أيضا في الكتاب بقوله: وَ تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ
يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ الاية (المائدة- 68).
الثّاني انّه
7 اراد منه أنّي و اللّه لقد دفعت عنه كرّة بعد
كرّة حتّى خشيت أن ألقى نفسي في الهلكة و يقتلني النّاس و قتل
النّفس حرام فمن ارتكتبه آثم.