السّلام عليكم أهل المقابر ليّهن لكم ما أصبحتم فيه ممّا أصبح النّاس فيه اقبلت الفتن كقطع اللّيل المظلم يتبع آخرها أوّلها الاخرة شرّ من الاولى ثمّ أقبل علىّ فقال يا أبا مويهبة اني قد اوتيت مفاتيح خزائن الدّنيا و الخلد فيها ثمّ الجنّة خيّرت بين ذلك و بين لقاء ربّي و الجنّة فاخترت لقاء ربّي و الجنّة قال: قلت بأبي أنت و امّي فخذ مفاتيح خزائن الدّنيا و الخلد فيها ثمّ الجنّة فقال: لا و اللّه يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربّي و الجنّة ثمّ استغفر لأهل البقيع ثمّ انصرف فبدئ رسول اللّه 6 بوجعه الّذي قبض فيه.

و فيه عن عائشة زوج النّبيّ 6 قالت رجع رسول اللّه 6 من البقيع فوجدني و أنا اجد صداعا في رأسي و أنا أقول: وا رأساه، قال بل أنا و اللّه يا عائشة وا رأساه ثمّ قال ما ضرّك لومتّ قبلي فقمت عليك و كفّنتك و صلّيت عليك و دفنتك فقلت: و اللّه لكأنّي بك لو فعلت ذلك رجعت إلى بيتي فاعرست ببعض نسائك قالت:

فتبسّم رسول اللّه 6 و تنام به وجعه و هو يدور على نسائه حتّى استعزّ به و هو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن ان يمرّض في بيتي فإذنّ له فخرج رسول اللّه 6 بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العبّاس و رجل آخر تخطّ قدماه الأرض عاصبا رأسه حتّى دخل بيتي.

ثمّ قال الطبري بعد نقل هذا الخبر عن عائشة: قال عبيد اللّه فحدثت هذا الحديث عنها عبد اللّه بن عبّاس فقال: هل تدرى من الرّجل- يعني به الرّجل الاخر الذي كان رسول اللّه 6 بينهما في حديث عائشة- قلت لا قال عليّ بن أبي طالب و لكنّها- أي عايشة- كانت لا تقدر على أن تذكره- أي عليّا 7- بخير و هي تستطيع، انتهى.

و قال أبو جعفر الطبري بإسناده إلى الفضل بن عبّاس قال: جاءني رسول اللّه 6 فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدى يا فضل فأخذت بيده حتّى جلس على المنبر ثمّ قال: نادفي النّاس، فاجتمعوا إليه فقال: