و في الكافي لما مات إبراهيم ابن رسول
اللّه 6 قال النّبيّ 6 حزنا عليك يا
إبراهيم و انا لصابرون يحزن القلب و تدمع العين و لا نقول ما يسخط الربّ و غيرها
من الأخبار في كتبنا القيّمة الدالّة على بكاء فاطمة على أبيها رسول اللّه 6 و بكاء عليّ 7 عليهما و بكاء سيّد السّاجدين على سيّد
الشهداء 8.
بل يستفاد من
جملة تلك الأخبار جواز شق الثوب على الأب و الأخ و القرابة كما روى أنّه لما قبض
عليّ بن محمّد العسكري 8 رؤى الحسن بن عليّ 8 و قد خرج
من الدار و قد شق قميصه من خلف و قدام.
نعم مضمون
بعض تلك الأخبار النّهى عن الصراخ بالويل و العويل و لطم الوجه و الصّدر و جزّ
الشعر من النواصي و ثبوت الكفّارة فى بعض الصور.
ثمّ انّ الروايات
كثيرة فى التعزى و التسلّى و استحباب احتساب البلاء و الصبر فى المصائب
و ترك الجزع مما لا يعدّ و لا يحصى على أنّ اللّه جلّ جلاله قال: وَ
بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا
لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
و فى الفقيه
قال رسول اللّه 6 أربع من كن فيه كان فى نور اللّه عزّ و جلّ
الاعظم: من كان عصمة أمره شهادة ان لا إله إلّا اللّه و انى رسول اللّه، و من إذا
أصابته مصيبة قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و من إذا أصاب خيرا قال الحمد
للّه ربّ العالمين و من إذا أصاب خطيئة قال أستغفر اللّه و أتوب إليه.
و فى الكافى
قال فضيل بن ميسر كنا عند أبى عبد اللّه 7 فجاءه رجل فشكى إليه مصيبة
اصيب بها فقال له أبو عبد اللّه 7 امّا انّك ان تصبر توجر و ان لم تصبر
مضى عليك قدر اللّه الذي قدر عليك و أنت مأزور، و غيرهما من الأخبار الواردة فى
المقام.
و لا يخفى
انّ الصبر فى المصائب حسن جميل جدا لأنّ الغمّ و الحزن و الاضطراب
تورث أمراضا كثيرة من خلل فى الدّماع و الصداع و السهر و الفالج و اللقوة و الرعشة
و الهزال فى الجسم و كلال فى البصر و بالخلل فى الدّماغ تحدث الافة فى الأفعال
الدماغيّة من الفكر و التخيل و التذكر و الحركات الارادية و غيرها