و مختارنا ان
تلك المصيبة لها خصوصيّة و مرتبة بحيث صارت مسلية عن غيرها من المصائب الواردة على
المسلمين سواء كان من أهل بيته 6 أولا و لا يخفى رجحانه ان لم
نقل بتعيينه و عدم صحة غيره، و الأخبار المذكورة آنفا أصدق شاهد في ذلك و العلامة
المجلسي (ره) في البحار و ابن ميثم و غيره في شرح النهج اختار و اما اخترناه.
قوله 7 (و عممت حتّى صار النّاس فيك سواء) أي عممت
النّاس بمصيبتك يعنى أن مصيبتك شملت جميع المسلمين بحيث لا يكون أحد فارغا
عنها.
كنايه قوله
7 (و لو لا أنك امرت اه) أي لو لا امرك بالصبر في قبال
المصائب و حدثان الدهر و نهيك عن الجزع في إزاء نوائب الايام لبكينا حتّى لا يبقى
من الدّموع في مجاريها و منابعها شيء، و هذا كناية عن كثرة البكاء، و لكان الألم
و الحزن فى مصيبتك و فراقك ملازما غير مفارق، على ان انفاد الدمع و مماطلة الداء و
ملازمة الحزن قلا لك بل ينبغي أن يكون البكاء و الحزن فى مصيبتك أشد و أكثر من
ذلك.
ثمّ إنّه
7 أشار من قوله هذا: و لو لا انك آه، الى العذر فى
ترك البكاء و الحزن بأن أمره 6 بالصبر و نهيه عن الجزع ألزمنى على
ذلك و منعنى على البكاء و الألم الامر و النّهى فى كلامه 7 ليسا
محمولين على الوجوب و الحرمة لان النوح فى المصيبة إذا لم يكن بالباطل و لم يكن ما
يسخط الربّ تعالى ليس بمحرم بل يستحب البكاء لموت المؤمن لا سيما لموت المؤمن
الفقيه.
و فى الفقيه
انّ النبيّ 6 حين جاءته وفاة جعفر بن أبى طالب و زيد بن حارثة
كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدا و يقول كانا يحدثاني و يؤنساني فذهبا
جميعا.
و فيه أيضا
لما انصرف رسول اللّه 6 من وقعة احد إلى المدينة سمع من كلّ
دار قتل من أهلها قتيل نوحا و بكاء و لم يسمع من دار حمزة عمّه فقال 6 لكن حمزة لابواكى عليه فالى أهل المدينة ان لا ينوحوا على ميت و لا
يبكوه حتّى يبدأوا بحمزة فينوحوا عليه و يبكوه فهم إلى اليوم على ذلك.