يا جبرئيل و ان زنى و إن سرق و ان شرب
الخمر قال نعم و ان شرب الخمر انتهى.
و من ذلك
الحديث يستفاد ما ذكرنا من أن ارتكاب المعاصى للمؤمن قسرى و يعرض عنها لا محالة
فيتوب إلى اللّه و اللّه هو التوّاب الرحيم فالعاصى لما تاب دخل الجنّة كما قال
الصّدوق (ره) أيضا بعد ذكر هذا الخبر: يعنى بذلك انّه يوفق للتّوبة حتّى يدخل
الجنّة.
ثمّ انّ ابن
ميثم (ره) لم يسلك في تمثيل هذه الجملة و تشبيهه و تعليله طريق الصواب لأنه قال
قوله 7: «معروف الضريبة منكر الجليبة» أى يكون له خلق معروف يتكلف ضده
فيستنكر منه و يظهر عليه تكليفه كأن يكون مستعدا للجبن فيتكلف الشجاعة أو بخيلا
فيتكلف السخاوة فيستنكر منه ما لم يكن معروفا منه و هو أكثري و ذلك لمحبّة النفوس
للكمالات، فترى البخيل يحبّ ان يعدّ كريما فيتكلف الكرم و الجبان يحبّ أن يعد
شجاعا فيتكلّف الشجاعة انتهى و كذا المترجم القاساني (ره) مشى حذوه و لا يخفى انّ
ما ذهب إليه و اختاره و علّله يقتضى أن تكون الجملة هكذا:
«و منكر
الضريبة معروف الجليبة» كما يظهر بادنى تأمل و الصواب أن يقول كان يكون مستعدا
للشجاعة فيتكلّف الجبن أو سخيا فيتكلف البخل و كذلك تعليله بقوله و ذلك لمحبة
النفوس آه ليس بصحيح و ظنى ان عبارة الشارح المعتزلي أوقعتهما فيه حيث قال قوله
7 «و معروف الضريبة منكر الجليبة» الجليبة هى الخلق الذي يتكلفه
الإسنان و يستجلبه مثل ان يكون جبانا بالطبع فيتكلف الشجاعة أو شحيحا بالطبع
فيتكلف الجود، و حسبا ان قوله مثل أن يكون اه بيان لقوله 7 معروف
الضريبة منكر الجليبة و غفلا عن أنه يكون بيانا للجليبة.
قوله 7 (و تائه القلب متفرق اللب و طليق اللّسان حديد الجنان) هذان
القسمان يتشاركان في مناسبة ظاهرهما لباطنهما فهما يخالفان الاقسام الخمسة السالفة
كما يفارق القسم الأوّل منهما تاليه بانّه ذمّ و ذلك مدح لأن الطائفة الاولى منهما
همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كلّ ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجئوا إلى
ركن