responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 63

و عوارض و حوادث بها يعرض عن مقتضى طبيعته السليمة و فطرته الكريمة فيرتكب الفواحش و المعاصى و الرذائل و إليه يرجع ما روي عن رسول اللّه 6 انّ اللّه يحبّ العبد و يبغض عمله و ذلك كما ترى رجلا يحب السخاء و الجود و يكون جوادا سخيا بالطبع و لكن قد يعرضه املاق فيسلك مسلك البخلاء و آخر يتنفر بطبعه عن المعاصى و لكن قرينه السوء مثلا يجرّه إليها و هكذا و لا يخفى أن معروف الضريبة يلتذ عن الأعمال الحسنة و الصفات الحميدة و ان عرضته احيانا اضدادها زالت عنه بسرعة لان اتصافه بها و اقتحامه فيها يكون قسرا بعائق و متى زال العائق يعود إلى أصله المعروف و القسرى لا يدوم بل هو سريع الزوال فالمؤمن الموحّد الذي ليس من أهل المعاصى و الفجور و يستبشعها طبعا و يستقبحها إذ ابتلى بها و ارتكبها آثما خائفا من اللّه جل جلاله في إتيانها فلا جرم يندم على ارتكابها إذا رجع إلى عقله و اناب إلى ربّه و هو الّذي يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيّئات و بذلك التحقيق فسر قوله تعالى‌ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً.

و ورد فيه حديث تابى نفسى الّا ايراده في هذا المقام لتضمنه هذه الدقيقة روى الصّدوق (ره) فى التوحيد بإسناده عن زيد بن وهب عن أبي ذرّ قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول اللّه 6 يمشى وحده ليس معه إنسان فظننت انّه يكره أن يمشى معه أحد قال (ره) فجعلت امشى في ظل القمر فالتفت فرآنى فقال من هذا فقلت أبو ذر جعلنى اللّه فداك فقال يا أبا ذر تعال فمشيت معه ساعة فقال إنّ المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلّا من أعطاه اللّه خيرا فنفخ منه بيمينه و شماله و بين يديه و ورائه و عمل فيه خيرا قال فمشيت ساعة فقال 6 اجلس ههنا و أجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي اجلس أرجع إليك قال و انطلق فى الحرّة حتّى لم أره و تواري عنّى و أطال اللبث ثمّ إنّى سمعته و هو مقبل يقول و ان زنى و ان سرق قال فلماء جاء لم اصبر حتّى قلت له يا نبى اللّه جعلنى اللّه فداك من تكلّمه فى جانب الحرّة فانى ما سمعت أحدا يردّ عليك شيئا فقال 6 ذاك جبرئيل عرض لى فى جانب الحرّة فقال ابشر امتك انّه من مات لا يشرك باللّه عزّ و جل شيئا دخل الجنّة قال قلت‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست