responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 59

فضة يكاد انفه إذا شرب ان يرد الماء و إذا مشى تكفّا كانه ينزل في صبب لم ير مثل نبى اللّه 6 قبله و لا بعده، كذا عدة أخبار اخر فيه فراجع.

فإن قلت: ما نفقه كثيرا ما تقول مع انه وردت روايات على انّ بعض الانبياء ابتلاهم اللّه بقبح الصّورة و الخلقة كما فى أيّوب 7 بحيث تنتن له رائحة و تدوّد جسده بل فى رواية اصابه الجذام حتى تساقطت اعضاؤه فكيف التوفيق؟

قلت قضاء العقل فى هذه الامور أولى و أقدم و لا ريب انّ اللّه تعالى بعث الأنبياء لطفا منه على العباد ليقوم الناس بالقسط و ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حىّ عن بينة و لامور اخر ذكرها المتكلمون فى الكتب الكلاميّة مفصلة فلو كان فى الانبياء ما يوجب النفرة عنهم لا يرغب النّاس إليهم فيكون منافيا للغرض من البعثة فاللّه ليس بمتم نوره و لطفه و حجته فى هذه الصّورة على عباده و الحكم فى اصول الدّين و ما يتبعها هو العقل وحده و صريح العقل يقضى بذلك و من لم يكن أحول و أعور لا يرتاب فيه.

قال أفضل المتاخرين العلامة الطوسى قدس اللّه نفسه القدسى فى التجريد:

و يجب فى النبىّ العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض و لوجوب متابعته و ضدها و الانكار عليه و كمال العقل و الذكاء و الفطنة و قوة الرأى و عدم السهو و كلما ينفر عنه من دناءة الاباء و عهر الامهات و الفظاظة و الابنه و شبهها و الاكل على الطريق و شبهه. انتهى فان كان فيما يقضى به صريح العقل رواية يعاضدها و إلّا فإن كانت الرواية قابلة لان يحمل على ذلك المقضى به و إلا فلا نعبأ بها و نعرض عنها.

مع انا نعلم ان هذه الرّوايات القائلة فى الأنبياء بهذه الصفات الّتى تنفر عنها الطباع اسرائيليات و ذلك كما نبه عليه ابن خلدون فى مقدمة تاريخه ان كعب الاحبار و وهب بن منبه لما اسلموا و ذكروا تلك الرّوايات للمسلمين قبلها عوام المسلمين منهم حسن الظن فيهم بانهم مسلمون و ان هذه الرّوايات مما جاء بها الوحى على خاتم الانبياء 6 و الحق الصريح في ذلك و الكلام المبين فيه ما قاله عزّ من قائل فى سورة آل عمران‌ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‌ الاية و هذا امضاء فى حكم العقل و معاضدة له و هو إحدي‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست