فوائد البعثة و قال الطبرسي ; فى
المجمع و فيها: «أى فى هذه الاية» أيضا دلالة على ما نقوله فى اللطف لانّه سبحانه
نبه على انّه لو لا رحمته لم يقع اللين و التّواضع و لو لم يكن كذلك لما أجابوه
فبيّن انّ الامور المنفرة منفيّة عنه و عن سائر الأنبياء و من يجرى مجراهم في انّه
حجة علي الخلق إلى آخر ما قال و أيضا جاءت رواية رواها الصدوق رضوان اللّه عليه في
الخصال و نقلها المجلسى رحمة اللّه عليه في كتاب النّبوّة من البحار «ص 204 طبع
كمباني» خلاف ما جاءت في تلك الرّوايات في أيّوب 7 و لا بأس بذكرها
لانها رواية الصادقة الموافقة للعقل و الاية قال الصّدوق ;: القطان عن السكري
عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه 8 قال انّ
أيّوب 7 ابتلى سبع سنين من غير ذنب و ان الأنبياء لا يذنبون لانهم
معصومون مطهرون لا يذنبون و لا يزيغون و لا يرتكبون ذنبا صغيرا و لا كبيرا و قال
7 ان أيوب من جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة و لا قبحت له صورة و
لا خرجت منه مدة من دم و لا قيح و لا استقذره أحد رآه و لا استوحش منه أحد شاهده و
لا تدوّد شيء من جسده و هكذا يصنع اللّه عزّ و جلّ بجميع من يبتليه من انبيائه و
أوليائه المكرمين عليه و انما اجتنبه النّاس لفقره و ضعفه في ظاهر أمره لجهلهم
بماله عند ربه تعالى ذكره من التأييد و الفرج.
و قال علم
الهدى سيّد المرتضى قدّس سرّه في كتاب تنزيه الأنبياء في أيّوب 7 فان
قيل افتصحّحون ما روى من أن الجذام اصابه «يعنى أيّوب 7» حتّى تساقطت
أعضاؤه؟
قلنا اما
العلل المستقذرة الّتى تنفر من رآها و توحشه كالبرص و الجذام فلا يجوز شيء منها
على الأنبياء : لان النفور ليس بواقف على الامور القبيحة بل قد يكون
من الحسن و القبيح معا و ليس ينكر ان يكون أمراض أيوب 7 و أوجاعه و
محنته في جسمه ثمّ في أهله و ماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم و الالم على ما
ينال المجذوم و ليس ننكر تزايد الالم فيه 7 و انّما ننكر ما اقتضى
التنفير.