و منهم عضد اسد اللّه مالك الأشتر رضى
اللّه عنه و قد مضى بعض الاقوال في جلالة شأنه و نبالة قدره حسب ما يقتضى المقام و
سيأتى ترجمته تفصيلا في باب المختار من كتبه و رسائله 7 ان شاء اللّه
تعالى، و منهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال و ابنه رضوان اللّه عليهما و قد
علم جلالة شأنهما و ثبات أمرهما و عزمهما في نصرة الدين و الحماية عن الحق المبين
بما ذكرنا من الاثار و الأخبار في شهادتهما رضى اللّه عنهما[1]
و كذا غيرهم من حماة الحق و اعوان الدين الذين قالوا ربنا اللّه ثمّ استقاموا و
لزموا الصراط المستقيم و النهج القويم على حقيقة البصيرة، و لا تحسبن الذين قتلوا
في سبيل اللّه أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتيهم اللّه من فضله و
يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألّا خوف عليهم و لا هم يحزنون، يستبشرون
بنعمة من اللّه و فضل و ان اللّه لا يضيع أجر المؤمنين.
و أبو وقاص
جدّ هاشم المرقال اسمه مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب، و عمّ هاشم سعد
بن أبي وقاص احد العشرة و أبوه عتبة بن أبي وقاص هو الذى كسر رباعيّة رسول اللّه
6 يوم احد و كلم شفتيه و شج وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه و
يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم بالدّم و هو يدعوهم إلى ربهم فانزل اللّه عزّ
و جلّ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ
يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ و قال حسان بن ثابت فى ذلك اليوم:
إذا اللّه حيّا معشرا بفعالهم
و نصرهم الرّحمن رب المشارق
فهدّك ربى يا عتيب بن مالك
و لقاك قبل الموت احدى الصواعق
بسطت يمينا للنّبىّ محمّد
فدميت فاه قطعت بالبوارق
فهلّا ذكرت اللّه و المنزل الذي
تصير إليه عند احدى الصفائق
فمن عاذرى من عبد عذرة بعد ما
هوى فى دجوجى شديد المضائق
و اورث عارا فى الحياة لأهله
و فى النار يوم البعث ام البوائق
و انما قال
عبد عذرة لأنّ عتبة بن أبي وقاص و اخوته و اقاربه فى نسبهم كلام ذكر ص