تدبّر فى ما صدر من أمير المؤمنين على
7 يجده 7 فى كلّ امر اماما و قدوة و خطبه و مواعظه و كتبه و
رسائله و حكمه فى شئون المعاش و الاجتماع و تنظيم امور الملك و المملكة و تعليم
التدبير و السياسة و تعبية العسكر و آداب المعاشرة، قوام المدينة الفاضلة و
الدستور القويم فيها و البدّ اللازم لمن يطلب الدرجة العليا و الحياة الراقية و لو
فى هذه الحياة الدنيا، فلو دار الامر بين القتال مع على 7 و بينه مع
معاوية لكان القتال مع على 7 افضل و لنعد إلى القصة:
قال المسعودى
فى مروج الذهب. و استشهد فى ذلك اليوم صفوان و سعد ابنا حذيفة بن اليمان و قد كان
حذيفة عليلا بالكوفة فى سنة ست و ثلاثين فبلغه قتل عثمان و بيعة النّاس لعلى 7 فقال اخرجونى و ادعوا الصلاة جامعة فوضع على المنبر فحمد اللَّه و أثنى
عليه و صلّى على النّبي 6 و على آله ثمّ قال: أيّها النّاس
ان النّاس قد بايعوا عليّا فعليكم بتقوى اللَّه و انصروا عليا و وازروه فو اللَّه
انّه لعلى الحق آخرا و اوّلا و انّه لخير من مضى بعد نبيّكم و من بقى الى يوم
القيامة ثمّ أطبق يمينه على يساره ثمّ قال: اللّهم اشهد أنى قد بايعت عليّا و قال:
الحمد للَّه الّذى أبقانى إلى هذا اليوم و قال لابنيه صفوان و سعد احملانى و كونا
معه فسيكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من النّاس فاجتهدا أن تستشهدا معه فانّه
و اللَّه على الحقّ و من خالفه على الباطل و مات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة ايام و
قيل باربعين يوما. و استشهد فيه عبد اللَّه بن الحرث النخعي اخو الأشتر. و استشهد
فيه عبد اللَّه و الرحمن ابنا بديل بن ورقاء الخزاعى فى خلق من خزاعة و كان عبد
اللَّه فى ميسرة على 7 و هو يرتجز و يقول:
لم يبق إلّا الصبر و التوكل
و أخذك الترس و سيف مصقل
ثمّ التمشى فى الرعيل الأوّل
فقتل ثمّ قتل
عبد الرحمن اخوه بعده.
قال نصر بعد
قتل ذى الكلاع: ثمّ تمادى النّاس فى القتال فاضطربوا بالسيوف حتّى تقطّعت و صارت
كالمناجل و تطاعنوا بالرماح حتّى تكسّرت ثمّ جثوا على الركبات