الضال المضلّ و يزيد يرى الناس بانه جلس
مجلس رسول اللَّه 6 و يحذو حذوه.
و في مروج
الذهب ان يزيد كان صاحب طرب و جوارح و كلاب و قرود و فهود و منادمة على الشراب و
جلس ذات يوم على شرابه و عن يمينه ابن زياد و ذلك بعد قتل الحسين 7
فاقبل على ساقيه فقال:
اسقنى شربة تروى مشاشى
ثمّ صل فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السر و الامانة عندي
و لتسديد مغنمي و جهادى
ثمّ امر
المغنّين فغنوا و غلب على أصحاب يزيد و عماله ما كان يفعله من الفسوق و في أيامه
ظهر الغناء بمكة و المدينة و استعملت الملاهى و اظهر الناس شرب الشراب و كان له
قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته و يطرح له متكأ و كان قردا خبيثا و كان
يحمله على اتان وحشية قد ريضت و ذللت لذلك بسرج و لجام و يسابق بها الخيل و على
أبي قيس قباء من الحرير الاحمر و الاصفر مشهر و على رأسه قلنسوة من الحرير ذات
الوان بشقائق و على الاتان سرج من الحرير الاحمر منقوش ملمع بأنواع من ألوان فقال
في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها
فليس عليها ان سقطت ضمان
ألا من رأى القرد الذى سبقت به
جياد أمير المؤمنين اتان
و كان أبوه
معاوية في الختل اروغ منه و لعب بالدين بالنكراء و الشيطنة و بلغ إلى الالحاد و
الكفر و العناد إلى مبلغ لم يكن بينه و بين فرعون الا درجة و ما اسلم في الحقيقة و
لكن استسلم و اسرّ الكفر حتى يجد لاغراضه النفسانية و اهوائه الشيطانية اعوانا كما
هو دأب اشباهه و أمثاله من الزعماء المرائين و الامراء المنافقين و سيأتى اخبار من
الفريقين في استسلام معاوية و أبيه سنذكرها في محلها إنشاء اللَّه فلنعد إلى
القصّة فان الرويغات التي تمسك بها الامراء الرّواغون قديما و حديثا أكثر من أن
تحصى و ليعلم ان ما نقلنا من كلامه 7 من الطبري و نصر: انهدوا إليهم
عليكم السكينة و الوقار- إلى آخره- غير مذكور في النهج و بين نسختي نصر و الطبرى