و مناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها
و لو نأتي بها لينجرّ إلى كتاب ضخم و يليق أن يؤلف كتاب بحياله فيه.
ثمّ نقول إن
حديث تقتلك الفئة الباغية ممّا لا ينال يد الانكار إليه و رواه البخاري و المسلم
فى صحيحهما و غيرهما من أكابر نقلة الأحاديث و قال الحافظ السيوطى انّه من الأخبار
المتواترة و نقله أكثر من عشرة من الصحابى و مع ذلك كله فى عمار فالعجب كلّ العجب
من العامة يذكرون معاوية و اتباعه و أمثاله بالخير و يعتذرون عنهم فى مقاتلتهم أهل
الحقّ و الرّشاد على انهم كانوا مجتهدين فى تلك الوقايع غاية ما فى الباب كانوا
مخطين فى اجتهادهم و للمجتهد المصيب ثوابان و للمخطى ثواب واحد و لما لم يكن
لاصحاب البصيرة و الايقان و ارباب الخبرة و العرفان و هن ما تمسكوا به مخفيا بل
يعلمون ان مقاتلتهم كان من غاية المكابرة و العناد و فرط المخاصمة و اللداد
فالاعراض عن ما ذكره الغزالى فى الاحياء و الميبدى فى مقدمة شرح ديوان المولى 7 و امثالهما ممّن يسلك طريقة عمياء و يرى بعين حولاء أجدر و أولى و لنعد
إلى القصة:
و قال
المسعودى فى مروج الذهب: و لما صرع عمار تقدم سعيد بن قيس الهمدانى فى همدان و
تقدم سعد بن عبادة الانصارى فى الانصار و ربيعة و عدى ابن حاتم فى طى و سعيد بن
قيس الهمدانى فى أوّل الناس فخلطوا الجمع بالجمع و اشتد القتال و حطمت همدان أهل
الشام حتى قذفتهم إلى معاوية و قد كان معاوية
[1]- و من هنا قلنا ص 291 ان ابن جون و أبو جوى تصحيف.