الشام فغضب معاوية و تنمر لعمرو و منعه
خيره فقال عمرو لا خير لي في جوار معاوية ان تجلت هذه الحرب عنا.
ثمّ قال نصر
بن مزاحم و قريب ممّا أتى به ذكره المسعودي في مروج الذهب:
و خرج عمّار
إلى القتال و صفت الخيول بعضها لبعض و زحف النّاس و على عمار درع و هو يقول أيّها
الناس الرواح إلى الجنّة فاقتتل الناس قتالا شديدا لم يسمع النّاس بمثله و كثرت
القتلى حتّى أن كان الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله فقال الاشعث لقد
رأيت أخبية صفين و أروقتهم و ما منها خباء و لا رواق و لا بناء و لا فسطاط الامر
بوطا بيد رجل أو رجله و جعل أبو سماك الاسدى يأخذ اداوة من ماء و نشتره حديد فيطوف
في القتلي فاذا رأى رجلا جريحا و به رمق أقعده فيقول من أمير المؤمنين؟ فان قال
عليّ 7 غسل عنه الدم و سقاه من الماء و ان سكت و جاه بسكين حتّى يموت
فكان يسمى المخضخض.
و حين نظر
عمار إلى راية عمرو بن العاص قال: و اللَّه إن هذه الراية قد قاتلتها ثلاث عركات و
ما هذه بأشدّهن ثمّ قال عمّار:
نحن ضربنا كم على تنزيله
فاليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
و يذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
ثمّ استسقى و
قد اشتد ظماه فأتته امرأة طويلة اليدين قال الراوي ما أدرى عس معها أو اداوة فيها
ضياح من لبن فقال حين شرب الجنة تحت الأسنة اليوم ألقى الاحبة محمّدا 6 و حزبه و اللَّه لو ضربونا حتّى يبلغوا بناسعفات هجر لعلمنا أنا على
الحقّ و هم على الباطل ثمّ حمل عليه ابن جون (ابو حواء. ظ) السكسكي و أبو العادية
الفزارى فاما أبو العادية فطعنه و اما ابن جون فانه اجتز راسه.
قال
المسعودي: و اختلفا في سلبه فاحتكما إلى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فقال لهما
اخرجا عنى فاني سمعت رسول اللَّه 6 يقول أو قال رسول اللَّه
6 و بغت قريش بعمّار: ما لهم و لعمار يدعوهم إلى الجنّة و
يدعونه إلى النار و كان قتله عند المساء