محض اختلقه ليخرج نفسه من الفئة الباغية
و من سبّ الناس و تعييرهم كيف و قد نقل غير واحد من حملة الاثار و نقلة الأخبار ان
معه سيفين كان متقلدا بأحدهما و يضرب بالاخر و منهم نصر بن مزاحم فى كتاب صفين و
هو الاصل فى ذلك و كفى به شهيدا، قال باسناده عن عمرو بن شمر عن جابر قال سمعت
الشعبي يقول قال الاحنف ابن قيس و اللَّه انى لإلى جانب عمار بن ياسر بيني و بينه
رجل من بني السفير فتقدمنا حتّى إذا دنونا من هاشم بن عتبة قال له عمار احمل فداك
أبي و امّي و نظر عمار إلى رقة في الميمنة فقال له هاشم رحمك اللَّه يا عمار إنك
رجل تأخذك خفة في الحرب و اني انما ازحف باللواء زحفا و أرجو أن أنال بذلك حاجتي و
إني إن خففت لم آمن الهلكة. و قد كان قال معاوية لعمرو ويحك ان اللواء اليوم مع
هاشم بن عتبة و قد كان من قبل يرقل به إرقالا و انه إن زحف به اليوم زحف انه لليوم
الأطول لأهل الشام و إن زحف في عنق من أصحابه إنّي لا طمع أن تقتطع فلم يزل به
عمّار حتّى حمل فبصر به معاوية فوجه إليه حماة أصحابه و من يزن بالناس منهم في
ناحيته و كان في ذلك الجمع عبد اللَّه بن عمرو بن العاص و معه سيفان قد تقلد واحدا
و هو يضرب بالاخر و اطافت به خيل عليّ 7 فقال عمرو يا اللَّه يا رحمن
ابنى ابنى، قال و يقول معاوية اصبر اصبر فانه لا بأس عليه، قال عمرو لو كان يزيد
بن معاوية إذا لصبرت و لم يزل حماة أهل الشام يذبون عنه حتى نجاها ربا على فرسه.
و قال نصر
حمل عمار بن ياسر اليوم فضربوا أهل الشّام حتّى اضطروهم إلى الفرات و مشى عبد
اللَّه بن سويد سيّد جرش إلى ذى الكلاع فقال له لم جمعت بين الرجلين؟ قال لحديث
سمعته من عمرو ذكر انه سمعه من رسول اللَّه 6 و هو يقول
لعمار بن ياسر يقتلك الفئة الباغية فخرج عبد اللَّه بن عمر العنسى و كان من عبّاد
أهل زمانه ليلا فاصبح في عسكر عليّ 7 فحدث النّاس بقول عمرو في عمّار
فلما سمع معاوية بهذا القول بعث إلى عمرو فقال أفسدت علىّ أهل الشام أكلّ ما سمعت
من رسول اللَّه 6 تقوله فقال عمرو قلتها و لست و اللَّه اعلم
الغيب و لا أدرى أن صفين تكون قلتها و عمار يومئذ لك ولى و قد رويت أنت فيه مثل
الّذي رويت فيه فاسأل أهل