و في تاريخ الطبرى قال أبو مخنف حدثني
مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهنى أن عليّا 7 خرج إليهم غداة الاربعاء
فاستقبلهم فقال:
اللهم رب
السقف المرفوع المحفوظ المكفوف الّذي جعلته مغيضا للّيل و النهار و جعلت فيه مجرى
الشمس و القمر و منازل النجوم و جعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة و
ربّ هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام و الهوام و الانعام و ما لا يحصى مما لا
يرى و مما يرى من خلقك العظيم و ربّ الفلك التي تجرى فى البحر بما ينفع الناس و
ربّ السحاب المسخر بين السماء و الأرض و ربّ البحر المسجور المحيط بالعالم و ربّ
الجبال الرواسى التي جعلتها للأرض أوتادا و للخلق متاعا إن أظهرتنا على عدوّنا
فجنّبنا البغى و سددنا للحق و إن أظهرتهم علينا فارزقنى الشهادة و اعصم بقية
أصحابى من الفتنة.
و ازدلف
الناس يوم الاربعاء فاقتتلوا كأشد القتال يومهم حتى الليل لا ينصرف بعضهم عن بعض
إلا للصلاة و كثرت القتلى بينهم و تحاجزوا عند الليل و كل غير غالب.
أقول: كلامه
7 هذا مذكور أيضا في نهج البلاغة فى باب الخطب مع تفاوت يسير أوله:
اللهم رب السقف المرفوع و الجو المكفوف الّذي جعلته مغيضا للّيل و النهار و مجرى
للشمس و القمر إلى آخره، و لنعد إلى القصة:
اليوم
التاسع
قال الطبري
فاصبحوا من الغد غداة الخميس و هو اليوم التاسع فصلّى بهم علىّ 7 غداة
الخميس فغلس بالصلاة اشدّ التغليس، و قال أبو مخنف حدثنى عبد الرحمن ابن جندب
الازدي عن أبيه قال ما رأيت عليّا 7 غلّس بالصلاة أشدّ من تغليسه
يومئذ.
أقول: الغلس
محركة كفرس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح و فى النهاية الاثيرية انه
6 كان يصلى الصبح بغلس و التغليس: السير بغلس يقال غلسنا
الماء أي وردناه بغلس و منه حديث الافاضة كنا نغلس من جمع