إلى منى أى نسير إليها ذلك الوقت كما في
النهاية و غلسنا الصلاة إذا فعلناها بغلس فالمراد أنّ أمير المؤمنين عليّا 7 صلى بهم صلاة الصبح في ذلك اليوم فى وقت كان اقدم من سائر أيامه الماضية،
فلنعد إلى القصة.
ثمّ بدأ أهل
الشام بالخروج فلمّا رأى علىّ 7 و جنوده انهم اقبلوا اليهم، خرجوا
اليهم بوجوههم و على ميمنتهم عبد اللّه بن بديل و على ميسرتهم عبد اللّه بن عبّاس
و قراء أهل العراق مع ثلاثة نفر مع عمار بن ياسر و مع قيس بن سعد و مع عبد اللّه
بن بديل و الناس على راياتهم و مراكزهم و على 7 فى القلب فى أهل
المدينة بين أهل الكوفة و أهل البصرة و عظم من معه من أهل المدينة الانصار و معه
من خزاعة عدد حسن و من كنانة و غيرهم من أهل المدينة ثمّ زحف اليهم بالناس.
و رفع معاوية
قبة عظيمة قد ألقى عليها الكرابيس و بايعه عظم الناس من أهل الشام على الموت و بعث
خيل أهل دمشق فاحتاطت بقبته و زحف عبد اللّه بن بديل في الميمنة نحو حبيب بن مسلمة
فلم يزل يحوزه و يكشف خيله من الميسرة حتّى اضطرّهم إلى قبة معاوية عند الظهر.
قال أبو مخنف
حدثني مالك بن اعين عن زيد بن وهب الجهنى أن ابن بديل قام في أصحابه فقال: ألا إن
معاوية ادعى ما ليس أهله و نازع هذا الأمر من ليس مثله و جادل بالباطل ليدحض به
الحقّ وصال عليكم بالاعراب و الأحزاب قد زين لهم الضلالة و زرع في قلوبهم حبّ
الفتنة و لبّس عليهم الأمر و زادهم رجسا إلى رجسهم و أنتم على نور من ربكم و برهان
مبين فقاتلوا الطغاة الجفاة و لا تخشوهم فكيف تخشونهم و فى أيديكم كتاب اللّه عزّ
و جلّ طاهرا مبرورا أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ
يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ و قد
قاتلناهم مع النّبي 6 مرة و هذه ثانية و اللّه ما هم في هذه
بأتقى و لا ازكى و لا أرشد قوموا إلى عدوّكم بارك اللّه عليكم فقاتل قتالا شديدا
هو و أصحابه.