عمر بن سعد يا خيل اللّه اركبي و أبشري
فركب في الناس ثمّ زحف نحوهم بعد صلاة العصر و حسين جالس أمام بيته محتبيا بسيفه
إذ خفق برأسه على ركبتيه و سمعت اخته زينب الصيحة فدنت من أخيها فقالت يا أخي أما
تسمع الاصوات قد اقتربت فرفع الحسين 7 رأسه فقال إني رأيت رسول اللّه
6 الساعة في المنام فقال لي إنك تروح إلينا قال فلطمت اخته
وجهها و قالت يا ويلتا فقال ليس لك الويل يا اخيّتي اسكنى رحمك الرحمن، ثمّ قال له
العبّاس بن عليّ 7 يا أخى أتاك القوم فنهض ثمّ قال يا عباس اركب بنفسي
أنت يا أخى حتى تلقاهم فتقول لهم مالكم و ما بدا لكم و تسألهم عما جاء بهم فاتاهم
العباس فاستقبلهم في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين و حبيب بن مظاهر فقال
لهم العباس ما بدا لكم و ما تريدون قالوا قد جاء أمر الامير بأن نعرض عليكم أن
تنزلوا على حكمه أو ننازلكم قال فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد اللّه 7 فأعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا ثمّ قالوا ألقه فأعلمه ذلك ثم القنا بما يقول
فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين 7 يخبره بالخبر و وقف أصحابه
يخاطبون القوم و يعظونهم و يكفونهم عن قتال الحسين 7 فجاء العباس إلى
الحسين 7 فأخبره بما قال القوم، فقال 7 ارجع إليهم فان
استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة و تدفعهم عنّا العشية لعلّنا نصلّى لربّنا الليلة و
ندعوه و نستغفره فهو يعلم أنى قد كنت احبّ الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء
و الاستغفار.
و انظر ايها
الاخ الكريم إلى سيرة اولياء اللّه كيف يلجئون إلى اللّه و يفزعون إليه و يدعونه و
يسجدون له و يعبدونه و يستغفرونه حتّى فى هزائز الامور و شدائد الاحوال، ألا بذكر
اللّه تطمئن القلوب فهؤلاء الموحدون المتألهون الفانون فى اللّه شأنهم اجلّ و
قدرهم أعظم عن أن يقاتلوا فى غير اللّه او ان يعملوا عملا لغير رضا اللّه و بذلك
فليعمل العاملون و ييقظ النائمون و لنعد إلى القصة:
فلما كان من
الليل خرج علىّ 7 فعبّى الناس ليلته كلها حتى إذا أصبح زحف بالنّاس و
خرج إليه معاوية فى أهل الشام فاخذ علىّ 7 يقول من هذه