و صبر كلا الفريقين و تكاثروا و توافقوا
للحرب و اسفرت عن قتلي منهما و الجراح في أهل الشام اعمّ و قال الطبرى انصرفا عند
الظهر و كل غير غالب.
قال الطبري
قال أبو مخنف: حدثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب أن عليّا 7 قال
حتى متى لا نناهض هؤلاء القوم بأجمعنا فقام في الناس عشية الثلاثاء ليلة الاربعاء
بعد العصر فقال: الحمد للّه الذي لا يبرم ما نقض و ما أبرم لا ينقضه الناقضون لو
شاء ما اختلف إثنان من خلقه و لا تنازعت الامة في شيء من أمره و لا جحد المفضول
ذا الفضل فضله و قد ساقتنا و هؤلاء القوم الاقدار فلفت بيننا في هذا المكان فنحن
من ربنا بمرأى و مسمع و لو شاء عجل النقمة و كان منه التغيير حتّى يكذب اللّه
الظالم و يعلم الحق أين مصيره و لكنه جعل الدنيا دار الاعمال و جعل الاخرة عنده هى
دار القرار ليجزى الّذين أساؤا بما عملوا و يجزى الّذين أحسنوا بالحسنى ألا إنّكم
لاقوا القوم غدا فأطيلوا الليلة القيام و أكثروا تلاوة القرآن و سلوا اللّه عزّ و
جلّ النصر و الصبر و القوهم بالجد و الحزم و كونوا صادقين.
ثمّ انصرف و
وثب الناس إلى سيوفهم و رماحهم و نبالهم يصلحونها و مرّ بهم كعب بن جعيل التغلبي و
هو يقول:
أصبحت الامّة في أمر عجب
و الملك مجموع غدا لمن غلب
فقلت قولا صادقا غير كذب
إن غدا تهلك أعلام العرب
أقول: لما
بلغت إلى قول ولي اللّه الأعظم و مظهره الاكمل الاتم أمير المؤمنين عليّ 7 روحى له الفداء و نفسى له الوقاء: «فاطيلوا القيام و اكثروا تلاوة القرآن»
اذكرنى قول من ربى في حجره و نشأ من عنده و الولد سرّ أبيه مولانا أبي عبد اللّه
الحسين بن عليّ سلام اللّه عليه و على اعوانه و انصاره و الارواح التي حلّت
بفنائه: و هو كما ذكره أبو جعفر الطبرى في تاريخه و الشيخ الجليل محمّد بن محمّد
بن النعمان الملقب بالمفيد ; في إرشاده و غيرهما من علماء الفريقين في
كتبهم مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ:
انّ عشية
الخميس لتسع مضين من المحرم 61 من الهجرة نادى عمر بن