الّتي قتلته و طعن إثنى عشر رجلا من أهل
المسجد فمات منهم ستة و بقي ستة و نحر نفسه بخنجره فمات فأني لابن عمر أن يقتل غير
واحد من الناس.
قال الطبرى:
و كان رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد اللّه بن عمر
قال:
الا يا عبيد اللّه مالك مهرب
و لا ملجأ من ابن أروى و لا خفر
اصبت دما و اللّه في غير حلّه
حراما و قتل الهرمزان له خطر
على غير شيء غير أن قال قائل
أ تتهمون الهرمزان على عمر
فقال سفيه و الحوادث جمة
نعم أتّهمه قد أشار و قد أمر
و كان سلاح العبد في جوب بيته
يقلّبها و الأمر بالأمر يعتبر
فشكا عبيد
اللّه بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد و شعره فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه فأنشأ
زياد يقول في عثمان:
أبا عمرو عبيد اللّه رهن
فلا تشكك بقتل الهرمزان
فانك إن غفرت الجرم عنه
و أسباب الخطا فرسا رهان
أ تعفو إذ عفوت بغير حقّ
فمالك بالّذي تحكى يدان
فدعا عثمان
زياد بن لبيد فنهاه و شذبه.
ثمّ إن
الهرمزان كان ملك فارس و فى تاريخ الطبرى كان الهرمزان أحد البيوتات السبعة في أهل
فارس و كانت أمته مهر جان قذق و كور الأهواز فهولاء بيوتات دون سائر أهل فارس، و
الهرمزان انهزم في خلافة عمر من المسلمين غير مرة و نقض العهد كلّ مرة و حارب
المسلمين إلى أن حاصره و جنده المسلمون في قلعة بتستر فأخذوه و شدوه وثاقا على
التفصيل الّذى ذكر في السير و التواريخ فاتوا به في المدينة عند عمر و قال له عمر
ما عذرك و حجتك في انتقاضك مرة بعد مرة فقال أخاف أن تقتلني قبل أن اخبرك. قال: لا
تخف ذلك و استسقى ماء فاتى به في قدح غليظ فقال لومت عطشا لم أستطع أن أشرب في مثل
هذا فاتى به في إناء يرضاه فجعلت يده ترجف و قال إني أخاف أن اقتل و أنا أشرب
الماء. فقال عمر لا بأس عليك حتّى تشربه فأكفاه