عدة القوم أو اكثر قد سرحهم إلينا ليغنوا
عنا يزيد بن اسد و أصحابه عليهم شبث بن ربعي الرياحى فو اللّه ما ازداد القتال
الاشدة و خرج إلينا عمرو بن العاص من عسكر معاوية في جند كثير فاخذ يمدّ أبا
الاعور و يزيد بن اسد و خرج الاشتر من قبل عليّ 7 في جمع عظيم فلما رأى
الأشتر عمرو بن العاص يمدّ أبا الاعور و يزيد بن أسد امدّ الاشعث ابن قيس و شبث بن
ربعي فاشتدّ قتالنا و قتالهم فما أنسى قول عبد اللّه بن عوف بن الأحمر الأزدى:
خلّوا لنا ماء الفرات الجاري
أو اثبتوا لجحفل جرّار
لكلّ قرم مستميت شاري
مطاعن برمحه كرار
ضرّابها مات العدى مغوار
قال أبو مخنف
و حدثني رجل من آل خارجة بن التميمي أن ظبيان بن عمارة جعل يومئذ يقاتل و هو يقول:
هل لك يا ظبيان من بقاء
فى ساكن الأرض بغير ماء
لا و إله الأرض و السماء
فاضرب وجوه الغدر الأعداء
بالسيف عند حمس الوغاء
حتّى يجيبوك إلى السّواء
قال ظبيان
فضربناهم و اللّه حتّى خلونا و اياه و قال محمّد بن محنف بن سليم فقاتلناهم فما
أمسينا حتى رأينا سقاتنا و سقاتهم يزدحمون على الشريعة و ما يؤذي انسان انسانا، و
قال أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي في مروج الذهب: و عليّ 7 بدور في عسكره بالليل فسمع قائلا و هو يقول:
أ يمنعنا القوم ماء الفرات
و فينا الرماح و فينا الحجف
و فينا عليّ 7 له صولة
إذا خوّفوه الردى لم يخف
و نحن غداة لقينا الزبير
و طلحة خضنا غمار التلف
فما بالنا الامس اسد العرين
و ما بالنا اليوم شاء النجف
قال أبو مخنف
و حدثنى يوسف بن يزيد عن عبد اللّه بن عوف بن الأحمر قال لما قدمنا على معاوية و
أهل الشّام بصفين وجدناهم قد نزلوا منزلا اختاروه مستويا