و الست الاخر ثلاثين يوما إلّا ان شهر
اسفند يكون فى الكبيسة ثلاثين يوما و فى غيره تسعة و عشرين يوما و بهذه الحيلة
نشروا الخمس المسترقة فى الشهور تسهيلا للامر و مبدء السنة يكون من يوم تحويل
الشمس إلى أوّل الحمل إن كان تحويلها قبل نصف النهار و إلّا فاليوم الذى بعده و
مضى من تلك السنة إلى اليوم احدى و أربعون و ثلاثمأة و الف سنة.
و التفاوت
بينهما ناش من حيث إن الأوّل مبتن على حركة القمر و تكون السنة مركبة من اثنى عشر
شهرا قمريا و الثاني على حركة الشمس فالسنة مركبة من اثنى عشر شهرا شمسيّا.
و الشهر
القمرى الحقيقى على الزيج البهادرى هو تسعة و عشرون يوما و اثنتى عشر ساعة و أربع
و أربعون دقيقة و ثلاث ثوانى و ثلاث ثوالث و تسع روابع و ست و ثلاثون خامسة.
فلا جرم ان
السنة القمرية الحقيقية أربع و خمسون و ثلاثمأة يوم و ثماني ساعات و ثماني و
أربعون دقيقة و ست و ثلاثون ثانية و سبع و ثلاثون ثالثة و خمس و خمسون رابعة و
اثنتا عشر خامسة الحاصلة من ضرب عدد الشهر القمري في اثنى عشرة.
و السنة
الشمسية الحقيقية على ما رصد في الزيج البهادرى و صرّح به في الصفحة الثامنة و
الثلاثين منه:
خمسة و ستون
و ثلاثمأة يوما و خمس ساعات و ثماني و أربعون دقيقة و ست و أربعون ثانية و ست
ثوالث و عشر روابع.
فالتفاوت بين
السنة الشمسيّة الحقيقية و القمرية الحقيقية هو عشرة أيام و احدى و عشرون ساعة و
تسع ثوانى و ثماني و عشرون ثالثة و اربع عشرة رابعة و ثماني و اربعون خامسة. و هذا
هو التحقيق في ذلك المقام بما لا مرية فيه و لا كلام و بالجملة مبدء تاريخ
المسلمين المعمول به عند جمهورهم هو أوّل شهر المحرّم من سنة هجرة رسول اللّه 6 من مكة زادها اللّه شرفا إلى المدينة الطيّبة.
و ذهب محمّد
بن إسحاق المطلبي كما في السيرة النبوية لابن هشام التي هي منتخبة ممّا الفه ابن
إسحاق، و غيره إلى ان مبدأه يكون شهر ربيع الأوّل حيث