رؤية الأهلة و يرتبون الشهور و يعينون
غرة كل شهر على حسب الرؤية فاذا بنوا على الامر الاوسط حاسبوا شهر محرم تاما و صفر
ناقصا فهكذا فيكون شعبان ناقصا و رمضان تاما و هذا بحسب الأمر الاوسط و هو عادتهم
من قديم الدهر الا ان هذا عمل يبتدون به في الحساب قبل ان يستخرج الأهلة فإذا
استخرج الهلال بنوا على الرؤية و كان بعض الرواة سمع ذلك من عمل المنجمين فاستحسنه
لان نسبة النقصان إلى شهر رمضان و هو شهر اللّه الأعظم يوجب التنفير و اسائة الادب
فنسبه إلى بعض الائمة : سهوا و زادوا فيه و العجب ان الصدوق رحمه
اللّه روى الأحاديث فى الصوم للرؤية و الافطار لها و روى أحاديث الشهادة على
الهلال و روى احكام يوم الشك و لو كان شعبان ناقصا ابدا و شهر رمضان تاما ابدا لا
تنفى جميع هذه الاحكام و بطلت جميع تلك الروايات و لا يبقى يوم الشك و لم يحتج إلى
الرؤية.
و أمّا الفرق
بين السنة الهجرية القمرية و الهجرية الشمسية فنقول: مبدءهما الأوّل واحد و هو
مهاجرة نبيّنا خاتم الأنبياء 6 من مكة إلى المدينة كما مرّ
بيانه مفصّلا إلّا انهم في صدر الاسلام جعلوا مبدء القمرية من المحرّم و جعل في
قرب عصرنا مبدء الشمسية من تحويل الشمس إلى الحمل و ما كان الاصل في ذلك هو السنة
الهجرية القمرية لما دريت ان العرب اعتبروا الشهور و الاعوام من دور القمر فالشهر
من ليلة رؤية الهلال إلى ليلتها ثمّ ركّبوا اثنى عشرة شهرا قمريا و سموها سنة و مضى
من هجرة نبينا 6 إلى هذا اليوم الّذي نحرّر ذلك المطلب و هو
يوم الاثنين ثامن ربيع الاوّل يوم وفاة امامنا أبي محمّد الحسن بن علىّ العسكرى
7، اثنان و ثمانون و ثلاثمأة و الف سنة و شهران و ثمانية أيام.
و أمّا
الهجرية الشمسية و إن كان مبدءهما الأوّل هجرة الرسول 6 إلّا
انّه تاريخ حديث وضعوه فى طهران عاصمة ايران و كان مبدءه السنة 1304 الشمسية و هو
مبني على اثنى عشرة شهرا شمسيا كتاريخ الجلالى و اسامى الشهور بعينها اسامى
اليزدجردى و هى: فروردين، ارديبهشت، خوردا، تير، مرداد، شهريور، مهر، آبان، آذر،
دى، بهمن، اسفند و جعلوا الشهور الستّ الأوّل احدا و ثلاثين يوما