في عليّ 7 ليلة المبيت على
الفراش فهذه مثل قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا فرق بينهما.
و قال: و قال
الجاحظ: و فرق آخر و هو أنّه لو كان مبيت عليّ 7 على الفراش جاء مجيء
كون أبي بكر في الغار لم يكن له في ذلك كبير طاعة لأن الناقلين نقلوا أنه 6 قال له: نم فلن يخلص إليك شيء تكرهه. و لم ينقل ناقل أنّه قال
لأبي بكر في صحبته إيّاه و كونه معه في الغار مثل ذلك و لا قال له أنفق و أعتق
فانك لن تفتقر و لن يصل إليك مكروه.
ثمّ قال: و
قال شيخنا أبو جعفر: هذا هو الكذب الصراح و التحريف و الادخال في الرّواية ما ليس
منها و المعروف المنقول أنه 6 قال له: اذهب فاضطجع في مضجعى و
تغش ببردى الحضرمى فان القوم سيفقدوننى و لا يشهدون مضجعى فلعلّهم إذا رأوك
يسكّنهم ذلك حتى يصبحوا فاذا أصبحت فاغد فى أداء أمانتى، و لم ينقل ما ذكره الجاحظ
و إنما ولّده أبو بكر الأصمّ و أخذه الجاحظ و لا أصل له.
و لو كان هذا
صحيحا لم يصل إليه منهم مكروه و قد وقع الاتفاق على أنّه ضرب و رمى بالحجارة قبل
أن يعلموا من هو حتى تضور، و أنهم قالوا له: رأينا تضورك فانا كنا نرمى محمّدا و
لا يتضور، و لأن لفظة المكروه إن كان قالها إنما يراد بها القتل فهب أنه أمن القتل
كيف يأمن من الضرب و الهوان و من أن ينقطع بعض أعضائه و بأن سلمت نفسه أليس اللّه
تعالى قال لنبيّه بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ
فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ و مع ذلك
فقد كسرت رباعيته و شجّ وجهه و ادميت ساقه و ذلك لانها عصمة من القتل خاصّة، و
كذلك المكروه الّذي او من علىّ 7 منه إن كان صحّ ذلك فى الحديث إنما هو
مكروه القتل.
ثمّ يقال له:
و أبو بكر لا فضيلة له أيضا في كونه في الغار لأنّ النّبيّ 6
قال له «لا تحزن إنّ اللّه معنا» و من يكن اللّه معه فهو آمن لا محالة من كلّ سوء
فكيف قلت و لم ينقل ناقل انه قال لأبي بكر في الغار مثل ذلك، فكلّ ما يجب به عن
هذا فهو جوابنا عمّا أورده فنقول له: هذا ينقلب عليك فى النّبيّ 6 لأنّ اللّه تعالى