شيء و لا يطلعون على الغيب بل اللّه
تعالى يظهرهم على غيبه عند المصلحة كظهور المعجزات في أيديهم كما نرى في كثير من
الأخبار أن اناسا لمّا اتوا رسول اللّه 6 و سألوه عن أشياء و
امور استمهلهم و انتظر الوحى في ذلك و لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى.
و في المجمع
للطبرسي: قيل إنّ أهل مكّة قالوا يا محمّد ألا يخبرك ربّك بالسعر الرخيص قبل أن
يغلو فنشتريه فنربح فيه و الأرض التي تريد أن تجدب فنرتحل منها إلى أرض قد اخصبت
فأنزل اللّه هذه الاية:
قُلْ لا
أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَ لَوْ كُنْتُ
أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ ما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ
أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ و في سورة الجن: قُلْ إِنْ
أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً عالِمُ
الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ
رَسُولٍ الاية.
و قال اللّه
تعالى: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ
تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ الاية.
و في الكافي
في باب أنّهم لا يعلمون الغيب إلّا أنهم متى شاءوا أن يعلموا اعلموا، و في الوافي
ص 137 م 2، عن أبي عبيدة المدائنى عن أبي عبد اللّه 7 قال:
إذا أراد
الامام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه عزّ و جلّ ذلك.
و عن معمّر
بن خلاد قال سأل أبا الحسن 7 رجل من أهل فارس فقال له أ تعلمون الغيب؟
فقال أبو جعفر 7: يبسط لنا العلم فنعلم و يقبض عنّا فلا نعلم و قال:
سرّ اللّه أسرّه إلى جبرئيل 7 و أسرّه جبرئيل إلى محمّد 6 و أسرّه محمّد 6 إلى ما شاء اللّه.