ذلك أنت أحدهم و أخذ اللّه تعالى على
أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم و هو يتلو هؤلاء الايات من
يس: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ
إلى قوله:
فَأَغْشَيْناهُمْ
فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ حتّى فرغ رسول اللّه 6 من هؤلاء
الايات و لم يبق منهم رجل إلّا و قد وضع على رأسه ترابا ثمّ انصرف إلى حيث أراد أن
يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال. ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا: محمّدا قال:
خيّبكم اللّه
قد و اللّه خرج عليكم محمّد ثمّ ما ترك منكم رجلا إلّا و قد وضع على رأسه ترابا و
انطلق لحاجته أ فما ترون ما بكم؟ فوضع كلّ رجل منهم يده على رأسه فاذا عليه تراب
ثمّ جعلوا يتطلعون فيرون عليّا على الفراش مستحبّا ببرد رسول اللّه 6 فيقولون: و اللّه إن هذا لمحمّد نائما عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى
أصبحوا فقام عليّ 7 عن الفراش فقالوا: و اللّه لقد كان صدقنا الّذي
حدّثنا.
أقول: فان
قلت: إذا علم رسول اللّه 6 عليّا 7 لن يصيبه
المكروه في منامه على الفراش حيث قال رسول اللّه 6 له 7: فنم فيه فانه لن يخلص إليك شيء تكرهه و كان عليّا 7 على يقين
من صدق قول رسول اللّه 6 فهل لعليّ في ذلك فضيلة و منقبة و
كيف يكون كذلك مع انهما كانا عالمين بعدم اصابة مكروه لهما و كيف يصح ان يقال انّ
عليّا بذل نفسه دون النّبيّ 6 و وقاه بنفسه؟
على أنّه ورد
في أخبار الاماميّة ان الأئمّة الاثنى عشر يعلمون علم ما كان و ما يكون و لا يخفى
عليهم شيء كما جاء في ذلك باب في الكافي لثقة الاسلام الكليني و باب آخر إن اللّه
تعالى لم يعلم نبيّه 6 علما الا أمره أن يعلّمه أمير المؤمنين
7 و أنه كان شريكه في العلم ثمّ انتهى إليهم صلوات اللّه عليهم.
و في هذا
الباب عن الصّادق 7 ان جبرئيل أتى رسول اللّه 6
برمانتين فأكل رسول اللّه 6 إحداهما و كسر الاخرى بنصفين فأكل
نصفا و أطعم عليّا نصفا ثمّ قال له رسول اللّه 6: يا أخى هل
تدرى ما هاتان الرمّانتان؟ قال:
لا، قال:
أمّا الاولى فالنبوّة ليس لك فيها نصيب و أما الاخرى فالعلم أنت شريكى