عند طرف ثوبه قد وضع خديه على راحته قال
و الرّيح يضرب طرف الثوب على وجه عليّ 7 قال: و النّاس على الباب و في
المسجد ينتحبون و يبكون و إذا سمعنا صوتا في البيت ان نبيكم طاهر مطهر فادفنوه و
لا تغسلوه قال فرايت عليا 7 حين رفع رأسه فزعا فقال اخسأ عدو اللّه
فانه امرني بغسله و كفنه و دفنه و ذاك سنة قال ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة يا
عليّ بن أبي طالب استر عورة نبيّك و لا تنزع القميص.
أقول: ما
يستفاد من جملة تلك الاخبار انّ عليّا 7 تولّى غسله بيده بلا كلام فيه
و انه غسله 6 في قميصه و لا تنافي لها مع ما في الارشاد، و
أمّا المروية عن عائشة من اختلافهم و أخذهم السنة و يدلك من ورائه لا يفضى بيده
فلا يخلو عن اختلاق و افتعال و البصير الناقد في الأحاديث المروية عنها في ذلك
الباب من الطبري و غيره يرى ما لا يخفى عليه و كانت تقولها لبعض شانها و لا جرم
انهم جردوه عاقبة الأمر و كفنوه.
فالحق فيها
ما أنصف الشارح المعتزلي في المقام حيث بعد نقل شرذمة من تلك الأحاديث المروية
عنها و نقلها فكانت عايشة تقول لو استقبلت من أمرى ما استدبرت ما غسله الا نساؤه
كما رواها الطبرى و غيره أيضا، قال: قلت: حضرت عند محمّد بن معدّ العلوي في داره
ببغداد و عنده حسن بن معالي الحلي المعروف بابن الباقلاوي و هما يقرآن هذا الخبر
«يعني خبر عائشة عن اختلافهم و أخذهم السنة و قولها لو استقبلت من امرى إلخ» و هذه
الأحاديث من تاريخ الطبرى فقال محمّد بن معد لحسن بن معالي: ما تراها قصدت بهذا
القول قال: حسدت أباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول اللّه 6، فضحك محمّد و قال: هبها استطاعت أن تزاحمه في الغسل هل تستطيع أن تزاحمه في
غيره من خصائصه انتهى.
ثمّ قال أبو
جعفر الطبرى: قال ابن إسحاق و حدثنى الزهري عن عليّ بن الحسين قال فلما فرغ من غسل
رسول اللّه 6 كفن في ثلاثة اثواب ثوبين صحاريّين و برد حبرة
ادرج فيها ادراجا.
و كذا في
الكافي للكليني (قده) عن زيد الشّحام قال سئل أبو عبد اللّه 7