من أمر الدّين، و فى آية أخرى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ الصَّابِئِينَ وَ
النَّصارى وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ
بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أى بالحكومة بينهم و اظهار
الحقّ من المبطل و جزاء كلّ بما يليق به.
(و أشهد أن
محمّدا) 6 (عبده و سيّد
عباده).
أما أنه عبده فقد شهد به
الكتاب العزيز فى مواضع عديدة مقدما على شهادته 7 قال سبحانه «الحمد
للّه الذى انزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا» و قال تَبارَكَ الَّذِي
نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً و قال فَأَوْحى
إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى و قال هُوَ الَّذِي
يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى
النُّورِ إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى ذكره و قد تقدّم بيان حقيقة العبوديّة
فى شرح الخطبة الحادية و السبعين تفصيلا فليراجع ثمة، و اجمال ما قدّمناه هنا أنّ
العبد لا يكون عبدا حقيقة إلّا أن لا يرى لنفسه مالا و لا له فى أموره تدبيرا، و
يكون أوقاته مستغرقة بخدمة مولاه، و هكذا كان حال سيّدنا رسول اللّه 6 و الطيّبين من آله سلام اللّه عليهم فانهم رأوا جميع ما فى
أيديهم مال اللّه فصرفوه فى عيال اللّه و هم الفقراء و المساكين، و وكلوا جميع
امورهم الى اللّه رضاء بقضائه فشكروا على نعمائه و صبروا على بلائه و كانت أوقاتهم
مصروفة إلى عبادته و قيام أوامره و نواهيه و طاعته.
و أما أنه سيّد
عباده فلا ريب فيه، و الظاهر أنّ المراد به جميع البشر لا خصوص عباد اللّه
الصالحين الكمّلين من الأنبياء و الرّسل و من دونهم، لدلالة الأدلّة على العموم
حسبما عرفت تفصيلا فى تضاعيف الشرح و أقول هنا مضافا إلى ما قدّمنا:
روى فى
البحار من الكافى باسناده عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّه 7 انّ بعض
قريش قال: سئل رسول اللّه 6 بأيّ شيء سبقت ولد آدم؟
قال: إننى أوّل من أقرّ بربّى إنّ اللّه أخذ ميثاق النبييّن و أشهدهم على أنفسهم أ
لست بربّكم قالوا بلى فكنت أوّل من أجاب.
و فيه من
الخصال فى وصيّة النّبى 6 لعليّ 7 يا على
إنّ اللّه عزّ و جلّ