و كانوا كما قال سبحانه كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً
كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقْتُلُونَ.
و أمّا
«عصيانهما الرّسول 6» فلقوله 6: يا عليّ من أطاعك فقد أطاعنى و من عصاك فقد عصاني، و أمّا «قلبهما الدّين» فهو
إشارة إلى ما غيّراه من دين اللّه كتحريم عمر المتعتين و غير ذلك ممّا لا يحتمله
هذا المكان.
و قوله «و
حرّفا كتابك» يريد به حمل الكتاب على خلاف مراد الشّرع و ترك أوامره و نواهيه، «و
محبتهما الأعداء» إشارة إلى الشجرة الملعونة بني اميّة و محبّتهما لهم حتّى عهدا
لهم أمر الخلافة من بعدهما، و جحدهما الالاء كجحدهما النّعماء و قد مرّ ذكره، و
«تعطيلهما الأحكام» يعلم ممّا تقدّم و يأتي و كذا إبطال الفرائض.
و «الالحاد
في الدّين» الميل عنه و «معاداتهما الأولياء» إشارة إلى قوله تعالى إِنَّما
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ- الاية، و «تخريبهما البلاد و إفسادهما
العباد» بما هدموا من قواعد الدّين و تغييرهم أحكام الشّريعة و أحكام القرآن و
تقديم المفضول على الأفضل.
و قوله «فقد
أخربا بيت النّبوة» إشارة إلى ما فعله الأوّل و الثّاني مع عليّ و فاطمة من
الايذاء و أرادا إحراق بيت عليّ بالنار و قادوه قهرا كالجمل المخشوش و ضغطا فاطمة
في بابها حتّى اسقطت بمحسن و أمرت أن تدفن ليلا لئلّا يحضر الأوّل و الثاني
جنازتها و غير ذلك من المناكير.
و عن الباقر
7 ما اهرقت محجمة دم إلّا و كان وزرها في أعناقهما إلى يوم القيامة من
غير أن ينتقص من وزر العالمين شيء، و سئل زيد بن عليّ بن الحسين و قد أصابه سهم
في جبينه: من رماك به؟ قال: هما رمياني هما ضلاني.
و أمّا
«المنكرات التي أتوها» فكثيرة جدّا و غير محصورة عدّا حتى روى