سرمدا لا انقطاع لأمده، و لا نفاد لعدده،
لعنا يغدو أوّله و لا يروح آخره، لهم و لأعوانهم و أنصارهم و محبّيهم و مواليهم و
المسلمين لهم و المائلين إليهم و النّاهضين باحتجاجهم و المقتدين بكلامهم و
المصدّقين بأحكامهم.
ثمّ قل أربع
مرّات:
اللّهمّ
عذّبهم عذابا يستغيث منه أهل النّار آمين ربّ العالمين.
بيان
قال الشّيخ
عند نقله هذا الدّعاء من غوامض الأسرار و كرايم الأذكار و كان أمير المؤمنين 7 مواظبا عليه في ليله و نهاره و أوقات أسحاره.
قال شارح هذا
الدّعاء الشيخ العالم أبو السّعادات أسعد بن عبد القادر في كتابه رشح البلاء في
شرح هذا الدّعاء: «الصّنمان» الملعونان هما الفحشاء و المنكر و إنّما شبّههما
بالجبت و الطّاغوت لوجهين: إمّا لكون المنافقين يتبعونهما في الأوامر و النواهي
الغير المشروعة كما اتّبع الكفّار هذين الصّنمين، و إمّا لكون البراءة منهما واجبة
لقوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى.
و قوله
«الّذين خالفا أمرك» إشارة إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ^ فخالفا اللّه و
رسوله في وصيّه بعد ما سمعا من النّص عليه ما لا يحتمله هذا المكان، و منعاه من
حقّه فضلّوا و أضلّوا و هلكوا و أهلكوا و «إنكارهما الوحى» إشارة إلى قوله تعالى بَلِّغْ
ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ
رِسالَتَهُ و «جحودهما الانعام» إشارة إلى أنّه تعالى بعث محمّدا 6 رحمة للعالمين ليتّبعوا أوامره و يجتنبوا نواهيه، فاذا أبوا
أحكامه و ردّوا كلمته فقد جحدوا نعمته