و كرواية عمر و بن العاص تقرّبا إلى قلب
معاوية: إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء و إنّما وليّي اللّه و صالح المؤمنين و
كرواية قوم في أيام معاوية أخبارا كثيرة من فضايل عثمان تقرّبا إلى معاوية بها و
لسنا نجحد فضل عثمان و سابقته، و لكنا نعلم أنّ بعض الأخبار الواردة فيه موضوع
كخبر عمرو بن مرّة فيه و هو مشهور و عمرو بن مرّة ممنّ له صحبة و هو شاميّ.
و ليس يجب من
قولنا إنّ بعض الأخبار الواردة في حقّ شخص فاضل مفتعلة أن تكون قادحة في فضل ذلك
الفاضل، فانّا مع اعتقادنا أنّ عليّا 7 أفضل النّاس نعتقد أنّ بعض
الأخبار الواردة في فضايله مفتعل و مختلق.
و قد روى أنّ
أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر 8 قال لبعض أصحابه:
يا فلان ما
لقينا من ظلم قريش ايّانا و تظاهرهم علينا و ما لقي شيعتنا و محبّونا من الناس،
إنّ رسول اللّه 6 قبض و قد أخبر أنّا أولى الناس
بالناس، فتمالئت علينا قريش حتى اخرجت الأمر عن معدنه، و احتجّت على الأنصار
بحقّنا و حجّتنا، ثمّ تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا و
نصبت الحرب لنا و لم يزل صاحب الأمر فى صعود كئود حتّى قتل.
فبويع الحسن
7 ابنه عوهد ثمّ غدر به و اسلم و وثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في
جنبه، و انتهب عسكره و عولجت خلاخيل امهات أولاده فوادع معاوية و حقن دمه و دماء
أهل بيته و هم قليل حق قليل.
ثمّ بايع
الحسين 7 من أهل العراق عشرون ألفا ثمّ غدر به و خرجوا عليه و بيعته في
أعناقهم.
ثمّ لم تزل
أهل البيت تستذلّ و تستضام و نقصي و نمتحن و نحرم و نقتل و نخاف و لا نأمن على
دمائنا و دماء أوليائنا و وجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم و جحودهم موضعا