المتقيّد بقيود الشريعة و لا خفاء في أنّ
الصّوفيّة من مصاديق هذا الكلام لاتّصافهم بالأوصاف المذكورة فيه.
السادس في
كتاب الاحتجاج عن أبي يحيى الواسطى قال: لمّا فتح أمير المؤمنين 7
البصرة اجتمع النّاس عليه و فيهم الحسن البصرى و معه الألواح فكان كلّما لفظ أمير
المؤمنين بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين 7 بأعلى صوته: ما تصنع؟
فقال: نكتب آثارهم لنحدّث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين 7: أما أنّ
لكلّ قوم سامر بّا و هذا سامرىّ هذه الامّة، أمّا انه لا يقول: لا مساس و لكنّه
يقول: لا قتال و الحسن البصرى من مقدّم مشايخ الصّوفيّة كما ذكروه في كتبهم.
السابع في
البحار في باب احتجاجات الحسن 7 على المخالفين من كتاب العدد للشيخ
الفقيه رضى الدّين على بن يوسف بن المطهر الحلّى قال:
كتب الحسن البصرى
إلى الحسن بن على 8 أمّا بعد فانتم أهل بيت النّبوّة و معدن الحكمة و
انّ اللّه جعلكم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يلجأ إليكم اللاجى و يعتصم بحبلكم
العالى، من اقتدى بحبلكم اهتدى و نجى و من تخلّف عنكم هلك و غوى، و إنّى كتبت إليك
عند الحيرة و اختلاف الامّة في القدر، فتقضى الينا ما أقضاه اللّه إليكم أهل البيت
فأخذ به فكتب إليه الحسن بن على 8 أمّا بعد فانّا أهل بيت كما ذكرت
عند اللّه و عند أوليائه فأمّا عندك و عند أصحابك فلو كنّا كما ذكرت ما تقدّمتمونا
و لا استبدلتم بنا غيرنا، و لعمرى لقد ضرب اللّه مثلكم في كتابه حيث يقول أَ
تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ هذا لأوليائك فيما
سألوا و لكم فيما استبدلتم، و لولا ما اريد من الاحتجاج عليك و على أصحابك ما كتبت
إليك بشيء ممّا نحن عليه، و لئن وصل كتابى إليك لتجدّن الحجّة عليك و على أصحابك
مؤكّدة حيث يقول اللّه عزّ و جلّ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ
أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ فاتّبع ما كتبت إليك في القدر فانّه من لم يؤمن