و روى عن أبي
عبد اللّه «عبد اللّه خ ل» بن يزيد المقرى أنّ رجلا من الخوارج رجع عن مذهبه فجعل
يقول: انظروا هذا الحديث عمّن تأخذونه كنّا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا.
ثمّ نهض
جهابذة النقّاد- جمع جهبذ و هو النّاقد البصير- يكشف عوارها- بفتح العين و ضمّها و
الفتح أشهر و هو العيب- و محوا عارها، فللّه الحمد حتّى قال بعض العلماء: ما ستر
اللّه أحدا يكذب في الحديث.
و قد ذهب
الكراميّة- بكسر الكاف و تخفيف الرّاء و بفتح الكاف و تشديد الرّاء على اختلاف نقل
الضّابطين لذلك- و هم الطايفة المنتسبون بمذهبهم إلى محمّد ابن كرام و بعض
المبتدعة من المتصوّفة إلى جواز وضع الحديث للترغيب و الترهيب للنّاس و ترغيبا في
الطاعة و زجرا لهم عن المعصية.
و استذلّوا
بما روى في بعض طرق الحديث من كذب عليّ متعمّدا ليضلّ به النّاس فليتبوّء مقعده من
النّار، و هذه الزّيادة قد أبطلها نقلة الحديث و حمل بعضهم من كذب عليّ متعمّدا،
على من قال: إنّه ساحر أو مجنون، حتّي قال بعض المخذولين إنّما قال من كذب عليّ، و
نحن نكذّب له و نقوّى شرعه نسأل اللّه السّلامة من الخذلان.
و حكى
القرطبي في المفهّم عن بعض أهل الرّأى: إنّ ما وافق القياس الجلي جاز أن يعزى إلى
النّبي 6.
ثمّ المروىّ
تارة يخترعه الواضع، و تارة يأخذ كلام غيره كبعض السلف الصّالح و قدماء الحكماء و
الاسرائيليّات، أو يأخذ حديثا ضعيف الاسناد فيركّب له اسنادا صحيحا ليروّج.
و قد صنّف
جماعة من العلماء كتبا في بيان الموضوعات.
و للصّغاني
الفاضل الحسين بن محمّد في ذلك كتاب الدّر الملتقط في تبيّن الغلط جيّد في هذا
الباب و لغيره كأبي الفرج ابن الجوزى دونه في الجودة، لأنّ كتاب