شأنه فالبتّة يكون أهل لأن يتّصف
بالأوصاف الاتية بل بما فوقها.
و الحاصل
أنّه على كون المكنّى عنه عمر لا بدّ من تأويل كلامه و جعله من باب الايهام و
التّورية على ما جرت عليها عادة أهل البيت : في أغلب المقامات فانّهم
لما رأوا من النّاس جمهورهم إلّا النّادر من خواصّ أصحابهم الافتتان بمحبة صنمى
قريش، و أنّهم اشربوا قلوبهم حبّ العجلين، و ولعوا بعبادة الجبت و الطاغوت سلكوا
في كلماتهم كثيرا مسلك التّورية و التقيّة حقنا لدمائهم و دماء شيعتهم، حيث لم
يتمكّنوا من إظهار حقيقة الأمر.
و يشهد بذلك
ما رواه في البحار من الكافي باسناده عن فروة عن أبي جعفر 7 قال:
ذاكرته شيئا من أمرهما فقال: ضربوكم على دم عثمان ثمانين سنة و هم يعلمون أنّه كان
ظالما فكيف يا فروة إذا ذكرتم صنميهم.
و فيه من
تقريب المعارف لأبي الصّلاح في جملة كلام له قال: و رووا عن بشير بن دراكة النّبال
قال: سألت أبا جعفر 7 عن أبي بكر و عمر فقال: كهيئة المستهزء به ما
تريد من صنمى العرب أنتم تقتلون على دم عثمان بن عفّان فكيف لو أظهرتم البراءة منهما
لما ناظروكم طرفة عين قال و رووا عن أبي الجارود قال: سئل محمّد بن عمر بن الحسن
بن عليّ بن أبي طالب عن أبي بكر و عمر فقال: قتلتم منذ ستّين سنة في أن ذكرتم
عثمان فو اللّه لو ذكرتم أبا بكر و عمر لكان دماؤكم أحلّ عندهم من دماء السنانير.
بل كثيرا ما
كانوا يتكّلمون : بكلمات موهمة للمدح و الثّناء مماشاتا للنّاس و
مداراتا لهم.
مثل ما روى
من كتاب المثالب لابن شهر آشوب أنّ الصّادق 7 سئل عن أبي بكر و عمر،
فقال: كانا إمامين قاسطين عادلين كانا على الحقّ، و ماتا عليه، فرحمة اللّه عليهما
يوم القيامة، فلمّا خلى المجلس قال له بعض أصحابه: كيف قلت يا ابن رسول اللّه 6؟ فقال: نعم أمّا قولي: كانا إمامين فهو مأخوذ من قوله
تعالى