عمر و معايب خلافته، فلاحظ المقام و انظر
ما ذا ترى.
بل كان
منافيا لاصول مذهب الاماميّة رضوان اللّه عليهم المتلقّى عن أئمّتهم سلام اللّه
عليهم و لأخبارهم المتواترة المأثورة عن أهل بيت العصمة و الطّهارة المفصحة عن كفر
الأوّل و الثّاني كليهما و كونهما منشأ جميع الشّرور و المفاسد و البدعات الجارية
في الامّة المرحومة إلى يوم القيامة.
قال كميت بن
زيد الأسدي فيما رواه عنه في البحار من الكافي: دخلت على أبي جعفر 7
قلت: خبّرني عن الرّجلين، قال: فأخذ الوسادة و كسرها في صدره ثمّ قال: و اللّه يا
كميت ما اهريق محجمة من دم و ما اخذ مال من غير حلّه و ما قلب حجر من حجر إلّا ذاك
في أعناقهما، و نحوه أخبار كثيرة.
بل المستفاد
من بعض الأخبار أنّ جميع الشّرور و المفاسد الواقعة في الدّنيا من ثمرات تلك
الشّجرة الخبيثة، و قد مرّت طائفة منها في شرح الخطبة المأة و الخمسين.
فبعد اللّتيا
و اللّتى فاللّازم على جعل المكنّي عنه عمر كما زعمه الشّارح هو صرف الجملات
الاتية عن ظواهرها المفيدة للمدح و الثّناء، لتطابق اصول الاماميّة و قواعدهم
المبنيّة على الذّم و الازراء، و على إبقائها على ظواهرها فلابدّ من جعل المكنّى
عنه شخصا آخر له أهليّة الاتّصاف بهذه الأوصاف.
و عليه فلا
يبعد أن يكون مراده 7 هو مالك بن الحرث الأشتر، فلقد بالغ في مدحه و
ثنائه في غير واحد من كلماته.
مثل ما كتبه
إلى أهل مصر حين ولى عليهم مالك حسبما يأتي ذكره في باب الكتب تفصيلا إنشاء اللّه.
و مثل قوله
7 فيه لما بلغ إليه خبر موته: مالك و ما مالك لو كان من جبل لكان
فندا، و لو كان من حجر لكان صلدا، عقمت النساء أن يأتين بمثل مالك بل صرّح في
بعض كلماته بأنّه كان له كما كان هو لرسول اللّه 6 و
من هذا