قليل العيب و أنّه أدّى إلى اللّه طاعته
و اتّقاه بحقّه، فهذا غاية ما يكون من المدح فلم يجبنى بشىء و قال: هو ما قلت لك،
قال:
و قال
الرّاوندى إنّه 7 مدح بعض أصحابه بحسن السيرة و أنّ الفتنة هى الّذى
وقعت بعد رسول اللّه 6 من الاختيار و الاثرة، و هذا
بعيد، لأنّ لفظ أمير المؤمنين يشعر إشعارا ظاهرا بأنّه يمدح واليا ذا رعيّة و
سيرة.
ثمّ ذكر
الشّارح مؤيّدات أخرى لكون المراد به عمر إلى أن قال فى آخر كلامه:
و هذه
الصّفات إذا تأملها المنصف و أماط عن نفسه الهوى علم أنّ أمير المؤمنين لم يعن بها
إلّا عمر لو لم يكن قد روى لنا توفيقا و نقلا انّ المعنى بها عمر فكيف و قد رويناه
عمّن لا يتّهم فى هذا الباب، انتهى.
و قال الشارح
البحرانى: إرادته لأبى بكر أشبه لارادته لعمر، لما ذكر 7 فى خلافة عمر
و ذمّها به فى الخطبة المعروفة بالشقشقية، انتهى.
و أقول: أما
ما قاله القطب الراوندى فاستبعاد الشارح المعتزلي له بموقعه، و كذلك ما زعمه
الشارح البحرانى فانه أيضا بعيد، و تقريبه له بأنه ذمّ خلافة عمر فى خطبة
الشقشقية، فيه أنه 7 ذمّ هناك خلافة أبى بكر أيضا حسبما عرفت أيضا و لو
لم يكن فيها إلّا قوله 7: فصبرت و فى العين قذى و فى الحلق شجى أرى
تراثى نهبا، لكان كافيا فى الطعن و الازراء المنافى للمدح و الثناء فضلا من
المطاعن و المذامّ الواردة عنه 7 فى مقامات اخر فى حقّ الأوّل كالثانى
المتجاوزة عن حدّ الاحصاء و طور الاستقصاء.
و أما ما
زعمه الشارح المعتزلي من أنّ المراد به عمر و مبالغته فيه و استظهاره له بما فصله
فى كلامه، ففيه أنه إن كان هذا الرّجل الجلف هو المراد به و أبقينا الكلام على
ظاهره على ما توهّمه الظاهر من كون عمر أهلا للأوصاف المذكورة لا غير، كان هذا
الكلام مناقضا صريحا لما تقدّم عنه فى الخطبة الشقشقية من مثالب